الريال الإيراني ينتعش مع عودة العلاقات مع السعودية وإعادة فتح سفارتها
عوضت عملة إيران، منذ يوم أمسٍ السبت، بعض الخسائر التي تكبدتها في الآونة الأخيرة، مسجلةً ارتفاعاً تجاوز 6 %، وسط احتمالات تقلص التوتر في المنطقة بعد اتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وقد اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارتين والبعثات الدبلوماسية خلال مدة أقصاها شهران، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية وإيرانية رسمية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) والسعودية الرسمية (واس) أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي شمخاني" التقى وزير الدولة السعودي مستشار الأمن الوطني "مساعد بن محمد العيبان" في العاصمة الصينية بكين، حيث تم التوصل إلى الاتفاق.
وأشارت مواقع الصرف الأجنبي المختصة في إيران إلى أن الريال سجل يوم أمسٍ السبت 438 ألفاً مقابل الدولار في السوق الحرة غير الرسمية، مقارنة مع 477 ألفاً يوم الجمعة.
وهبط الريال إلى مستوى قياسي عند 60,1500 للدولار في أواخر فبراير/شباط، ولكنه عاد للارتفاع في مارس/آذار بعد تراجع التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني على ما يبدو، مع زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى طهران.
وتوقفت المحادثات بين إيران والقوى العالمية، والتي هدفت لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات، منذ سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى تراجع آفاق الاقتصاد الإيراني.
ومع ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى أكثر من 50 بالمئة، يحاول الإيرانيون حماية قيمة مدخراتهم عن طريق شراء العملات الأجنبية أو الذهب.
وفقد الريال ما يقرب من 30 % من قيمته منذ بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد في سبتمبر/أيلول، بعد وفاة شابة إيرانية كردية في أثناء احتجاز الشرطة لها.
وتشكل تلك الاضطرابات أحد أكبر التحديات للحكم في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. ويقول تجار العملات الأجنبية إن انخفاض الريال نابع جزئياً من الاضطرابات، فضلاً عن عزلة إيران المتزايدة في مواجهة العقوبات الغربية؛ بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، واستخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا.
وأضرت إعادة فرض العقوبات الأمريكية، في 2018 من الرئيس "دونالد ترامب" آنذاك، بالاقتصاد الإيراني مع الحد من صادرات النفط الإيرانية، وتراجع القدرة على الحصول على العملات الأجنبية.
واستمر التوتر مع الولايات المتحدة التي فرضت في الثامن من مارس/آذار عقوبات على مسؤولين وشركات إيرانية؛ بسبب اتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة متعلقة بحقوق الإنسان.
وفي يناير/كانون الثاني عام 2016، قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران، وسط احتجاجات إيرانيين على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.