دول أوروبية يمكنك الحصول على تأشيرتها الذهبية أو جنسيتها بالمال فقط

ترتبط فكرة الحصول على الإقامة أو الجنسية في أوروبا بالنسبة للبعض، بأمور شائعة مثل اللجوء أو العمل أو الدراسة، وهي تتطلب شروطًا لا يقدر عليها الجميع.

وهنا يأتي دور التأشيرات الذهبية التي تتيح لك شراء حق الإقامة والاستمتاع بالميزات التي تقدمها هذه الدول.

أمر يجب إيضاحه أولًا: إقامة أم جواز سفر؟

قد يخلط الكثيرون بين الإقامة الذهبية وجواز السفر الذهبي، ويعتقدون أن مجرد الحصول على الإقامة يجعل الحصول على جواز السفر سهلاً، لكن الفارق بينهما كبير.

تعد الإقامة عن طريق مخططات الاستثمار والمعروفة باسم "التأشيرات الذهبية" واحدة من أهم وأسرع الطرق التي تتيح فرصة العيش في أوروبا.

وتضع الدول الأوروبية شروطا مختلفة حول قيمة الاستثمار، إضافة إلى شرط السن الذي يتطلب أن يكون الشخص فوق 18 عاماً، ولديه سجل جنائي نظيف.

وفيما تختلف معايير الحصول على جوازات سفر ذهبية، والتي تُعرف رسميا باسم الجنسية عن طريق برامج الاستثمار، فهي تسمح للأجانب بالحصول على الجنسية باستخدام الوسائل نفسها.

وفي عام 2022، دعت المفوضية الأوروبية حكومات الاتحاد إلى التوقف عن بيع الجنسية للمستثمرين رغم اختلافها عن التأشيرات الذهبية التي تقدم إقامة دائمة بدلا من الجنسية، إلا أن الدعوة جاءت كجزء من سياسة أمنية تخص الجانب الأوروبي.

شراء الإقامة الذهبية في أوروبا:

لا يوجد سوى عدد قليل من الأماكن التي ما زالت تقدم جوازات سفر ذهبية في الاتحاد الأوروبي، وتُعد مالطا من أرخص الدول التي تقدم الإقامة الدائمة والذهبية، بشرط الاستثمار بمبلغ 150 ألف يورو، ويمكن الحصول عليها بين 6 إلى 8 أشهر، تليها إيطاليا واليونان بسعر 250 ألف يورو، ويرتفع المبلغ إلى 500 ألف يورو في بعض المناطق الإيطالية.

ويتطلب شروط استثمار معينة، بمجرد أن يعيش أولئك الذين يستخدمون البرنامج في إيطاليا لمدة 10 سنوات، يمكن أن يكونوا مؤهلين للحصول على الجنسية، وبالتالي يصبحون مواطنين إيطاليين. وكذا تقدم اليونان تأشيرات ذهبية، ويتطلب من حاملي التأشيرات الذهبية البقاء في اليونان للاحتفاظ بتأشيراتهم.

وما يميز الإقامة الذهبية في هذه الدول، إمكانية دخول منطقة الشينغن من دون ضرورة الحصول على تأشيرات، إضافة إلى الخدمات الصحية والتعليمية شبه المجانية، ومع مرور الوقت، يمكن الحصول على الجواز الأوروبي.

البرتغال وإسبانيا من الدول التي أصدرت تحديثات فيما يخص هذا البرنامج، إذ رفعت البرتغال الاستثمار إلى 280 ألف يورو، وخلال فترة 6 أشهر، بعدما كان المبلغ لا يتخطى 100 ألف يورو.

كذا، أطلقت إسبانيا برنامج الإقامة عن طريق الاستثمار عام 2013. وهي تمنح الإقامة للأجانب وعائلاتهم الذين يستثمرون في العقارات.

ويمكن أيضا الحصول على التأشيرة من خلال بدء أنواع معينة من الأعمال في إسبانيا، أو شراء أسهم الشركات أو الودائع المصرفية بقيمة لا تقل عن مليون يورو في المؤسسات المالية الإسبانية، أو استثمار السندات الحكومية بما لا يقل عن مليوني يورو.

ومع ذلك، دعا بعض السياسيين إلى إنهاء المخطط. وفي فبراير/شباط 2023، مشروع قانون لإلغاء برنامج الإقامة عن طريق الاستثمار أو تعديله جذريا لتأثيره في أسعار المنازل وعدم جدواه بالنسبة للاقتصاد الوطني.

ماذا عن بريطانيا وإيرلندا؟

في فبراير/شباط 2022، ألغت حكومة المملكة المتحدة نظام التأشيرة الذهبية الذي سمح للأثرياء الأجانب بالاستقرار في البلاد مقابل جلب جزء من ثروتهم معهم. وجاء قرار إنهاء المخطط كجزء من تحرك لتضييق الخناق على تهريب الأموال من روسيا.

وفي فبراير 2023، ألغت إيرلندا مخطط التأشيرة الذهبية (برنامج المستثمر المهاجر) الذي عرض الإقامة مقابل تبرع بقيمة 500 ألف يورو أو استثمار سنوي بقيمة مليون يورو لمدة 3 سنوات في البلاد.

وكانت إيرلندا قد علقت بالفعل المخطط الخاص بالمواطنين الروس في مارس/آذار 2022 كجزء من العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الحرب.

وفي الشهر التالي، حذر البرلمان الأوروبي من أن البرنامج كان عرضة للتجاوزات الضريبية، وكان القرار النهائي لإلغاء المخطط نتيجة لتقارير دولية مختلفة ومراجعات داخلية.