إغلاق بنك سيليكون فالي... أكبر إفلاس مصرفي بأمريكا منذ كارثة عام 2008

أججت الأزمة التي عصفت بمصرف "سيليكون فالي بنك" (إس في بي) الذي أغلقته السلطات الأميركية، يوم أمسٍ الجمعة، موجةً ذعرٍ واسعة عبر القطاع المصرفي الأمريكي.

وطرح ذلك تساؤلات عن عواقب أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة، منذ الأزمة المالية في عام 2008، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" وشبكة "إن بي سي" الأميركية.

كيف ولماذا أفلس بنك سيليكون فالي؟

ما حصل أن المصرف لم يعد قادرا على التعامل مع عمليات السحب الهائلة التي قام بها عملاؤه لأموالهم، خصوصا اللاعبون في مجال التكنولوجيا، كما لم تنجح محاولاته لزيادة رأس المال بسرعة.

والسبب هو أن هذا البنك - كمعظم البنوك في أميركا - لا تترك الودائع بمعظمها على شكل سيولة ولكن تشتري بها سندات طويلة الأجل من الخزينة الأمريكية وهذه عادة ليست مشكلة.

لكن المشكلة الحقيقية أن معظم هذه السندات تم شراؤها عندما كانت فائدة السندات طويلة الأمد قليلة جدا في وقت كانت سياسة الفيدرالي الأميركي هو فوائد بنكية قليلة؛ فلو فرضنا أن سندا تم شراؤه لمدة عشر سنين بقيمة مليون دولار بفائدة 1 % سنويا فهذا يعني عمليا أن البنك دفع تسعمئة ألف دولار ثمنا للسند الذي سيقبض سعره مليون دولار بعد عشر سنوات.

والآن وبرفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي وفي ظل حاجة البنك للسيولة بسبب السحب العالي في الفترة الأخيرة اضطر البنك لبيع هذه السندات بشكل عاجل والتي أصبحت قيمتها أقل بعد رفع سعر الفائدة وهذا سبب عجزا، حيث لم تكفي ثمن الأسهم التي طرحها البنك لسد هذا العجز فاضطر إلى الإغلاق.

وهكذا فقد أعلنت السلطات الأميركية، أنها أغلقت مصرف "سيليكون فالي بنك" المقرب من أوساط التكنولوجيا، وأنها عهدت إدارة الودائع إلى المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة (FDIC).

وفي نهاية عام 2022، كان لدى البنك أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع مقدارها 175.4 مليار دولار.

ورغم أنه غير معروف كثيرا للعامة، كان "سيليكون فالي بنك" المصرف الأميركي السادس عشر من حيث حجم الأصول.

من أخطر إعلانات الإفلاس في تاريخ أمريكا... موجة ذعر بالأسواق:

إن إغلاق بنك "إس في بي" لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك "واشنطن ميوتشوال" للادخار في عام 2008 فحسب، بل أيضا يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.

وأكدت وزيرة الخزانة الأميركية "جانيت يلين"، الجمعة، قبيل إعلان إغلاق المصرف، أنها تتابع "عن كثب" الوضع في القطاع المصرفي.

أما في الأسواق، فقد بدأت موجة الذعر، يوم الخميس الماضي، بعدما أعلن "إس في بي" أنه يسعى لزيادة رأس المال بسرعة لمواجهة عمليات السحب الهائلة التي أجراها عملاؤه لأموالهم، بالإضافة إلى خسارة 1,8 مليار دولار من بيع أوراق مالية.

وقد فاجأ الإعلان المستثمرين وأحيا المخاوف حول متانة القطاع المصرفي ككل، خصوصا مع الارتفاع السريع في أسعار الفائدة الذي يؤدي إلى انخفاض قيمة السندات في محافظهم.

وخسرت أكبر أربعة مصارف أميركية 52 مليار دولار في البورصات، الخميس، وأعقبتها المصارف الآسيوية ثم الأوروبية.

من جهته، أكد البيت الأبيض، أنه يثق بقرار المنظمين الماليين. وأعربت "سيسيليا روس"، التي تترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين التابع للبيت الأبيض، عن ثقتها في المنظمين عندما سئلت عن إغلاق البنك.

وشددت "روس" على أن النظام المصرفي الأميركي أقوى بشكل أساسي مما كان عليه خلال الأزمة المالية لعام 2008.

خسائر على صعيد عالمي:

في باريس، خسر سوسييتيه جنرال 4.49 % وبي إن بي باريبا 3.82 % وكريدي أغريكول 2.48 %. في أماكن أخرى من أوروبا، خسر دويتشه بنك الألماني 7.35 % وباركليز البريطاني 4.09 % ويو بي إس السويسري 4.53 %.