هبوط مستمر لسعر القمح عالميًا... متى سترخص أسعار مشتقات القمح بأسواقنا؟

واصلت أسعار القمح الروسي انخفاضها الأسبوع الماضي في ظل اتجاه تنازلي بالأسواق العالمية وزيادة الصادرات الروسية واستمرار حالة عدم اليقين بشأن مصير اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وما تزال السوق تنتظر اتضاح الأمور بشأن ما إذا كان سيتم تمديد اتفاق يسمح بمرور آمن لصادرات الحبوب عبر البحر الأسود في وقت لاحق هذا الشهر

ومن المقرر النظر في تجديد الاتفاق الذي يتيح تصدير الحبوب عبر ثلاثة موانئ أوكرانية رغم الحصار الروسي يوم 18 مارس، لكن روسيا أبدت عدم رضاها تجاه جوانب معينة من الاتفاق.

وقالت شركة إيكار للاستشارات الزراعية إن أسعار القمح الروسي الذي يحتوي على 12.5 بالمئة من البروتين، ويتم تسليمه مجانا على متن السفن من موانئ البحر الأسود، تراجعت بمقدار أربع دولارات إلى 292 دولارا مقابل 296 دولارا الأسبوع الماضي.

وقالت شركة سوفيكون الروسية لاستشارات البحوث الزراعية نقلا عن بيانات من الموانئ إن إجمالي صادرات القمح الروسي بلغ 890 ألف طن الأسبوع الماضي مقابل 530 ألف طن قبل ذلك بأسبوع.

هذا وقد شهدت أسعار القمح على مستوى العالم تراجعاتٍ حادة خلال الشهر الماضي، حيث بلغ سعر البوشل في بورصة شيكاغو للسلع الأولية 8.456 دولارات في تعاملات أمسٍ الأربعاء، بينما بلغ سعر الطن المتري 762.75 دولاراً.

وكانت أسعار العقود الآجلة للقمح، قد صعدت في بورصة شيكاغو إلى مستوى قياسي في مارس/ آذار الماضي، بعد أن غزت روسيا أوكرانيا المصدرة الرئيسية للقمح، كما أدى الطقس السيئ في مناطق الإنتاج الأخرى إلى انخفاض الإمدادات، ولكن أسعار العقود الآجلة للقمح تراجعت بنسبة 48% منذ ذروتها العام الماضي.

متى سنشعر بانخفاض أسعار القمح؟

لو تحدثنا عن الارتفاع، وقياسًا على تجارب سابقة، فعادةً ما يستغرق ارتفاع أسعار الحبوب شهوراً للوصول إلى المستهلكين لأن المطاحن تمتلك المزيد من المعروض ويمكنها تحمل التقلبات. ولكن مع انخفاض المخزونات وانخفاض عمليات التسليم الآجلة، سيشعر المستهلكون، خاصة في البلدان الفقيرة بتأثير ارتفاع الأسعار بسرعة أكبر.

وقال اقتصادي الأعمال الزراعية في بنك أستراليا الوطني، "فين زيبيل" لـ"رويترز": "أصبحت مطاحن القمح والمستخدمون النهائيون أكثر تحفظاً في مشترياتهم بسبب تقلبات السوق"، مضيفاً "لا تزال الأسعار في سوق التجزئة مرتفعة، كما أنّ تضخم أسعار المواد الغذائية يمثل مشكلة خطيرة للغاية".

لذلك، ورغم هذا التراجع في أسعار القمح، تتواصل حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات في منطقة البحر الأسود والمخاوف بشأن المحصول في الولايات المتحدة.