خرق علمي حديث... تم إنتاج طاقة تشبه طاقة الشمس باستخدام ألماسة صغيرة

وجه العلماء في منشأة الإشعال الوطنية في كاليفورنيا أشعة الليزر 192 إلى أسطوانة تحتوي على كبسولة وقود صغيرة من الألماس. فأدى انفجار ضوء الليزر القوي إلى خلق درجات حرارة وضغط هائل، وأدى إلى حدوث تفاعل اندماجي - يشابه التفاعل الذي يمد الشمس بالطاقة.

وكانت المنشأة، وهي جزء من مؤسسة مختبر لورانس ليفرمور الوطنية، قد أجرت مثل هذه التجربة من قبل، لكن الطاقة التي خرجت من التفاعل هذه المرة كانت أكبر من طاقة الليزر المستخدمة في إطلاقه، وهي النقطة الأخطر والأهم هنا فغالبية تفاعلات الاندماج الاصطناعية كان يستخدم لإتمامها طاقة أكبر من الناتجة عنها.

وحاول العلماء على مدى عقود الوصول إلى هذه النتيجة، لكي يتمكنوا يوماً ما من بناء محطات طاقة تستخدم التفاعل الاندماجي لتوليد كهرباء وفيرة وخالية من الكربون.

ولا يزال هذا الهدف بعيد المنال، ولكن، يستمر بذل الجهد لتطوير التكنولوجيا اللازمة لتحقيقه.

ما المهم بالاندماج النووي وكيف يمكن أن يغير مستقبل الطاقة؟

يعمل العلماء منذ عقود على تطوير الاندماج النووي، الذي وصفه مؤيدوه بأنه مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة يمكن أن يسمح للبشرية في نهاية المطاف بإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي يعد السبب في أزمة المناخ العالمية.

وقالت شبكة "سي أن أن" الأمريكية في تقرير سابق، إن "إتقان هذه التقنية يمكن أن ينقذ البشرية حرفيا من تغير المناخ وهي أزمة مِن صنعنا".

وأضافت "إذا تم إتقانها، فإن طاقة الاندماج ستعمل بلا شك على تزويد الكثير من مناطق العالم بالطاقة، ويمكن أن ينتج غرام واحد فقط من الوقود كمدخلات ما يعادل ثمانية أطنان من النفط في قوة الانصهار".

ولفتت الشبكة إلى أنه نادرًا ما يرغب خبراء الطاقة الذرية في تقدير الوقت الذي قد تكون فيه طاقة الاندماج النووي متاحة على نطاق واسع، وغالبًا ما "يمزحون أنه بغض النظر عن الوقت الذي تسأل فيه، فإنه دائمًا ما يكون على بعد 30 عامًا".

وقالت "لكن للمرة الأولى في التاريخ قد يكون هذا صحيحا بالفعل"، مشيرة إلى أنه في شباط (فبراير) الماضي أعلن العلماء في قرية "كولهام" الإنجليزية عن إنجاز كبير، إذ نجحوا في توليد رقم قياسي قدره 59 ميغا جول من الطاقة الاندماجية لمدة خمس ثوان في آلة عملاقة على شكل "دونات" تسمى "توكاماك".

وأضافت "كان يكفي فقط لتزويد منزل واحد بالطاقة ليوم واحد، وذهب المزيد من الطاقة في العملية أكثر مما خرج منه، ورغم ذلك فقد كانت لحظة تاريخية حقّا، إذ أثبتت أن الاندماج النووي بات ممكنا بالفعل لتزويد الكرة الأرضية بالطاقة".