5 دول أفريقية فقيرة لكنها تنتج معادن تحتاجها البشرية جمعاء
أصبحت المعادن الحيوية في أفريقيا، التي تُعدّ ضرورية لإرساء أمن الطاقة، عامل جذب للشركات العالمية البارزة في مجال الطاقة والتعدين، ذلك مع استمرار تحول الطاقة في تحفيز الطلب، ووسط الاكتشافات الجديدة لمكامن معدنية واسعة النطاق.
وقد زاد متوسط كمية الموارد المعدنية اللازمة لوحدة جديدة من قدرة توليد الكهرباء بنسبة 50% منذ عام 2010، إذ تستمر حصة مصادر الطاقة المتجددة بالاستثمار الجديد في الارتفاع، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (آي إي إيه).
ويدخل الليثيوم في تصنيع البطاريات الكهربائية، ويُعدّ النيكل والكوبالت والمنغنيز والغرافيت، والمغناطيسات مكوّنات ضرورية لتوربينات الرياح، وتتطلب محركات السيارات الكهربائية العناصر الأرضية النادرة، وتعتمد شبكات الكهرباء على كمية كبيرة من النحاس والألمنيوم.
وهكذا فنستعرض بالتقرير التالي أهم 5 دول أفريقية منتجة للمعادن في وقتنا الحالي:
أولًا: الكونغو الديمقراطية
تمثّل جمهورية الكونغو الديمقراطية إحدى أغنى الدول في جميع أنحاء العالم من حيث الاحتياطيات المعدنية الحيوية، ولديها القدرة على أن تصبح مركزًا منافسًا للتعدين على مستوى العالم.
وتحتوي جمهورية الكونغو الديمقراطية على 70% من احتياطيات الكوبالت في العالم، وهو معدن رئيس لإنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات، وتمتلك أكبر منجم ينتج ما يصل إلى 95 ألف طن، أو ما يقرب من 41% من الإنتاج العالمي.
علاوة على ذلك، تقدّم الدولة بعض أعلى مستويات الجودة لاحتياطيات النحاس على مستوى العالم، إذ تجذب احتياطيات النحاس مجموعة من الشركات المهمة للاستفادة من سوق الطاقة العالمية.
وتمثّل المعادن الحيوية أكبر مساهم في الاقتصاد الكونغولي، فهي مسؤولة عمّا يصل إلى 95% من قيمة صادراتها.
ويمكن لثروة تُقدَّر بـ 24 تريليون دولار من المكامن المعدنية غير المستغلة أن تضع جمهورية الكونغو الديمقراطية في موقع إستراتيجي للتحول المستمر للطاقة، إذا تمّت معالجة التحديات المرتبطة بالمخاطر الأمنية وعجز البنية التحتية.
ثانيًا: جنوب أفريقيا
تعدّ جنوب أفريقيا منتجًا رائدًا للعديد من المعادن الحيوية، بما في ذلك معادن المجموعة البلاتينية والمنغنيز والكروم والفاناديوم، وجميعها ضرورية لإنتاج البطاريات ومكونات الطاقة المتجددة.
بالنسبة العناصر الأرضية النادرة، يمتلك منجم "سْتينكامبسكرال" في البلاد أعلى درجة في العالم، في حين إن الدولة مسؤولة أيضًا عن 60% من إمداد المنغنيز العالمي، و75% من معروض البلاتين، و40% من إمدادات البلاديوم.
وفي عام 2021، بلغ إنتاج معادن المجموعة البلاتينية في جنوب أفريقيا 285 طنًا متريًا، بينما أسهمت صناعة التعدين عمومًا بنحو 8.7% من إجمالي الناتج المحلي.
ثالثًا: زيمبابوي
تُعدّ زيمبابوي منتجًا رئيسًا لمعادن المجموعة البلاتينية، بما في ذلك البلاتين والبلاديوم والروديوم، وتنتج ما يصل إلى 15 طنًا متريًا من البلاتين وحده في عام 2021، وفقًا لما نشرته منصة إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power) في 21 فبراير/شباط الجاري.
وتمتلك زيمبابوي أكبر مكامن الليثيوم في أفريقيا، إذ يضم منجم بيكيتا ما يصل إلى 10.8 مليون طن من احتياطيات خام الليثيوم. وتُعدّ البلاد ضرورية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وهي في وضع يؤهلها لتصبح موردًا رائدًا لسوق السيارات الكهربائية العالمية الناشئة.
رابعًا: ناميبيا
ناميبيا هي موطن لمكامن كبيرة من العناصر الأرضية النادرة بما في ذلك الديسبروسيوم والتيربيوم الضرورية لإنتاج مغناطيس دائم في بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، وكذلك اليورانيوم، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في عام 2020، أنتجت البلاد 12% من اليورانيوم في جميع أنحاء العالم، لتحتلّ المرتبة الثانية في إنتاج هذا المورد بعد قازاخستان.
وتحتوي ناميبيا على موارد بالغة الأهمية لإنتاج الطاقة النووية، وتوفر مكانة ناميبيا -بصفتها منتجة قادرة على المنافسة عالميًا- فرصًا جديدة لاعتماد الطاقة النووية في أفريقيا.
بالنظر لوجود عدد من مشروعات التعدين الضخمة الجارية حاليًا، بما في ذلك مشروع إيسنبرغ للمعادن الأرضية النادرة ومنجم لوفدال، فإن البلاد تضع نفسها لتصبح مركزًا مهمًا للمعادن في المنطقة.
خامسًا: غانا
تمتلك غانا مجموعة متنوعة من المعادن الحيوية لمختلف التطبيقات الصناعية والتكنولوجية، وقد برزت منتجة رئيسة للبوكسيت والمنغنيز والليثيوم والعناصر الأرضية النادرة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في عام 2020، أنتجت غانا ما يقرب من 1.16 مليون طن متري من البوكسيت، وما يُقدَّر بنحو 640 ألف طن متري من المنغنيز في عام 2021، مما يجعلها سادس أكبر منتج في جميع أنحاء العالم.
ومن المقرر أن تضع اكتشافات الليثيوم رفيعة المستوى، في الآونة الأخيرة، البلاد منتجةً ومصدّرة عالمية، مع مشروعات مثل منجم إيوويا الذي تبلغ قدرته 14.5 مليون طن، من المتوقع أن يبدأ الإنتاج من عام 2024.