عقارات سوريا... تراجع الطلب على منازل الطوابق العليا وتوقعات بانخفاض أسعارها

أصبح هناك تخوف كبير لدى العوائل في سوريا، بمناطق الزلزال، من الطوابق المرتفعة والبرجيات، حتى في حال أنها لم تتعرض للتصدع أو لم تتلق ضررًا واضحًا.

هذا الأمر أشاع بين الناس أن أسعار الطوابق العليا في هبوط شديد وأن الطلب عليها بات معدوماً، ما سيؤدي إلى انخفاض أسعارها بشكل واضح وارتفاع الطلب على الأبنية الأرضية والطوابق الثلاثة الأولى، لاسيما في الضواحي التي بنيت بطريقة عشوائية.

وعند سؤال أصحاب مكاتب عقارية حول الأمر وما سينتج عنه من تخبط بالأسعار، أكد صاحب مكتب عقاري بمدينة طرطوس أن الخوف والهلع أديا إلى خروج تلك الأسر من البرجيات المرتفعة ولكن من دون عرضها للبيع لكون الحالة النفسية غير مستقرة ولا أحد يكترث للبيع والشراء وبالتالي صعوبة في تأمين البديل.

ولفت في حديثه لصحيفة "الوطن"، إلى أن المشكلة تزداد وضوحاً في ضواحي المدينة حيث يتم البناء بطريقة عشوائية من دون رقابة جيدة، لكن بالمجمل الطلب قليل جداً على الشراء الآن لأن الناس بحاجة للسيولة لدرء مصائب الأيام.

وطاب بالمزيد من المسؤولية المجتمعية والرسمية لهذه العوائل لأن خروج الناس من بيوتهم بلا بديل أمر كارثي.

ومن ناحية أخرى أشار أحد أصحاب المكاتب إلى أن قلة الطلب على الأبنية البرجية واضحة جداً وهذا مبرَر، واليوم معظم من يريد الشراء يتجه للطوابق المنخفضة لكن أصحاب الأبنية المرتفعة لم يكسروا السعر، كحال امرأة أخلت منزلها بالطابق السابع حماية لأطفالها حيث لم تقبل إلا بيعه وفق الأسعار الرائجة، لكن بالمقابل سيؤدي تراكم أعداد الشقق في الطوابق العليا مع الأيام إلى جمودها وانخفاض سعرها.

وأشار إلى أن الأبنية المشيدة بطرطوس وفق الكود السوري تخفف الضرر من الزلازل لكن لا أحد يستطيع منعه بالكامل إلا تقنيات غير موجودة لدينا.

وحول هذا التخوف ومدى صحته تقنياً وفنياً، أكد نقيب المهندسين بطرطوس المهندس "حكمت إسماعيل" أن البنيان الفني للبناء هو الأساس سواء كانت العائلة في الطابق الأول أم الأخير، فإن كان مدروساً ومنفذاً بشكل صحيح فمهما كان الطابق لن يؤثر في تصدعه، والعكس صحيح إن كان مشيداً بطريقة سيئة فإن كل الطوابق عرضة للخطر، مطالباً الشاري بأن يبحث عن البناء المشيد بطريقة صحيحة قبل أن يبحث عن مستوى الطابق.

وعن مشاكل الأبنية في الضواحي كحال المخالفات ومنطقة الهيشة بجنوب طرطوس، لفت "إسماعيل" إلى أنها أولاً وأخيراً مسؤولية الوحدات الإدارية، فالمناطق المنظمة تكون أبنيتها وفق دراسة وإشراف، وإن كانت متروكة من دون تنظيم فهذا أمر آخر.

وطالب ختامًا العوائل التي كشف على أبنيتها من اللجان المشكلة من النقابة والوحدات الإدارية بالإسراع بتنفيذ المطلوب سواء بالترميم أم الإخلاء، فمراكز الإيواء موجودة ولا يمكن أن تبقى العائلة تحت الخطر أياً كان الطابق.