حلقة مفرغة عالق بها اقتصاد لبنان... صورة قاتمة والفوضى تولد فوضى أخرى
يتلوى لبنان في براثن الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، بينما اللبنانيون مدهوشين مما يحصل، طارحين علامات استفهام فيما إن كانوا قد وصلوا إلى قعر الانهيار، أم أن الذي ينتظرهم أسوأ بعد.
بينما يحدث ذلك، نرى انتقادات عدة يوجّهها لبنانيون إلى بعضهم البعض، فكل منهم يسأل الآخر عن أسباب صمته في الوقت الذي يجب فيه رفع الصوت وإعادة إحياء نبض الشارع مع تفاقم الأمور، لا سيما مع وصول سعر صرف الدولار في لبنان إلى رقم "جنوني"، وما أسفر عنه من تضخم طال كافة الأسعار والسلع، واتساع رقعة البطالة والفقر وانسداد الأفق في ظل عدم انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة لإدارة البلد.
وهكذا فقد أعطى الخبير القانوني والمالي "أديب طعمة" صورة قاتمة للوضع في البلد، إذ رأى أن لبنان يشهد انهياراً كاملاً وما زال على الوتيرة نفسها ولم يتغير شيء.
وفي حديث لجريدة “الأنباء”، اعتبر "طعمة" أنَّ "القضاء والمصارف كانا من المؤسسات الناجحة في البلد، ومع الأسف يشهدان اليوم حالة انهيار مخيف، فالقضاة النزيهون أصبحوا خارج لبنان وعدد كبير، ومنهم من يعمل في دول الخليج العربي وخصوصاً دبي".
واعتبر أن لا أمل بعودة الحياة إلى لبنان إلا عبر صفقة متكاملة بين الولايات المتحدة وإيران ودول المنطقة.
وبينما توّقع عودة المصارف إلى الإضراب وعودة الدولار إلى الارتفاع، شدّد "طعمة" على أنّه لا يمكن لأي دولة عربية أن تدعم لبنان في الوقت الراهن باستثناء السعودية التي تشترط تنفيذ الإصلاحات وعدم التعاون وألا يكون لحزب الله أي دور في انتخاب رئيس للجمهورية.
وختم "طعمة" مؤكدًا أن معركة "باسيل" مع حزب الله خاسرة لأنه بنظر الحزب لم يعد يمثل المسيحيين وبات وجوده في التركيبة السياسية يشكل عبئاً على حزب الله.
وخلاصة الأمر أن الفوضى الاقتصادية مستمرة وقد تؤجج الشارع اللّبناني أكثر خصوصاً في ظلّ الوضع المعيشي الراهن وعدم قدرة المواطنين على تأمين مستلزمات العيش الكريم تحت وطأة غلاء الأسعار، مع جنون الدولار وغياب أي سياسات اقتصادية واضحة لحل الأزمة.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش'' أشارت في تقرير، تحت عنوان "تزايد الفقر والجوع وسط الأزمة الاقتصادية في لبنان" إلى أن غالبية سكان لبنان عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، حيث تتحمل الأسر ذات الدخل المحدود العبء الأكبر.