روسيا تستخرج مادة خام أثمن من الذهب وأغلى من النفط بعد انقطاع ل 25 عامًا
بدأت روسيا، بعد 25 عاما من الانقطاع، باستخراج خامات الليثيوم، وهو المعدن الاستراتيجي المستخدم في صناعة البطاريات الكهربائية ومكونات الصناعات النووية والفضائية، حيث يعتبره البعض في عصرنا الحالي أثمن من الذهب وأغلى من النفط.
وهكذا فقد بدأت مؤسسة مشتركة بين شركة "نورنيكل" وهيئة الطاقة الذرية الروسية "روساتوم" باستثمار أكبر منجم لهذه الخامات في روسيا.
في العام الماضي توقفت روسيا عن استيراد الليثيوم من الأرجنتين وتشيلي بسبب العقوبات الغربية، وترافق ذلك مع ارتفاع حاد جدا لأسعار هذه المادة، حيث وصل سعر الطن الواحد في عام 2022 إلى أكثر من 80 ألف دولار.
واعتبار من العام الحالي، بدأت المؤسسة المشتركة "ليثيوم المنطقة القطبية" المذكورة أعلاه باستثمار مكامن كولموزيرسكي الضخمة في مقاطعة مورمانسك الروسية.
وقد تم اكتشاف هذه المكامن في عام 1947، ولكن بسبب قلة الطلب على هذا المعدن توقف العمل فيها. أما الآن فهناك طلب مرتفع على المعدن بسبب نمو بنسبة 75٪ في مجال إنتاج السيارات الكهربائية. وخلال العامين الماضيين قفزت أسعاره قفزات تاريخية، إذ يتوقع المحللون أن يستمر الاتجاه لفترة طويلة.
ويقول الخبير الاقتصادي ليونيد خازانوف، إن استيراد كربونات الليثيوم وحده يكلف روسيا ما لا يقل عن أربع مليارات روبل سنويا. وشدد على أن استثمار مكامن كولموزيرسكي، سيوفر على الاقتصاد الروسي المال الكثير، لأنه سيغطي الطلب الداخلي وسيسمح بالتصدير.
ويشار إلى أن روسيا تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطي الليثيوم. وكان الاتحاد السوفيتي يشغل المركز الثاني في إنتاج هذا المعدن بعد الولايات المتحدة. ولكن في عام 1997، أوقفت روسيا عمليات الإنتاج بعد تراجع السعر العالمي لهذه الخامات وأخذت تستوردها من أمريكا اللاتينية والصين.
هذا ويعد الليثيوم من العناصر الأساسية في صناعة بطاريات عدد كبير من الأجهزة، مثل الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة، إلا أن الاستخدام الأكبر لهذا العنصر يتم توجيهه إلى صناعة بطاريات السيارات الكهربائية التي باتت تواجه أزمتين جديدتين، تتعلق الأولى بالارتفاع الجنوني في أسعار الليثيوم.
والثانية تتمثل في ارتفاع الطلب بشكل كبير من قبل المصنعين في ظل نقص المعروض منه عالمياً، مع توقعات كبيرة من قبل المنتجين بأن تستمر هذه المشكلة حتى عام 2030.
ويتوقع الموردون العالميون أن تستمر مسيرة صعود أسعار الليثيوم، وأن المواد الخام سوف تظل عقبة لصناعة السيارات الكهربائية، كما توقعوا تزايد الطلب العقد المقبل في وقت تواجه الشركات الكبرى في صناعة السيارات أزمة بسبب محاولاتها توفير كميات تسمح لها بإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وتطويرها.