فاتورة حرب أوكرانيا على الكرة الأرضية تبلغ 3 تريليون دولار بعامٍ واحدٍ فقط
تقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيكلف الاقتصاد العالمي 2.8 تريليون دولار، وستكون جلها في أوروبا.
حيث سبّب الغزو الروسي حتى الآن ارتفاع أسعار الطاقة التي أضعفت إنفاق الأسر وقوضت ثقة الأعمال التجارية طوال العام الماضي، خاصة في دول الكتلة الأوروبية.
كذلك أدى الصراع إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية، وسبّب نقصاً في الغذاء، حيث إن كلاً من روسيا وأوكرانيا، هما من الدول الرئيسية في إنتاج القمح والحبوب. وأيضًا فقد هزت الحرب أسواق المال في جميع أنحاء العالم.
وتُعَدّ أوروبا من بين أكثر مناطق العالم تضرراً من الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث إنها أدت إلى اضطراب إمدادات الطاقة واضطرت الدول إلى دفع مليارات الدولار لدعم الأسر والشركات، ما أدى إلى ارتفاع الديون الحكومية واهتزاز عملات اليورو والإسترليني.
وأدى ذلك إلى زيادة تكاليف الاقتراض التي قد تزيد من إضعاف النمو الاقتصادي في كل من بريطانيا ودول القارة الأوروبية.
وقال تقرير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي إن الحكومات الـ 35 الأعضاء فيها التزمت إنفاق ما يقرب من 150 مليار دولار على تدابير واسعة النطاق لإبقاء أسعار الطاقة والسلع الغذائية منخفضة حتى ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، ونحو 15 مليار دولار على دعم أسعار سلع أخرى.
وفي سوق الطاقة، حذر "فاتح بيرول"، رئيس وكالة الطاقة الدولية، من أن أوروبا لم تنتصر بعد في حرب الطاقة مع روسيا، رغم التراجع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي.
وقال "بيرول" لصحيفة "فاينانشال تايمز": "رغم تجنب الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير أزمة طاقة كاملة بعدما استخدمت روسيا إمدادات الغاز كسلاح، وهو ما أثار مخاوف حينها من نقص واسع النطاق وانقطاع التيار الكهربائي، إلا أن الشتاء المقبل قد يمثل تحدياً أكبر إذا عانت القارة من طقس أكثر برودة".
وأضاف قائلاً: "سيكون من الصعب للغاية القول بأن أوروبا قد فازت في معركة الطاقة بالفعل، وأعتقد أن أوروبا قامت بعمل جيد، وحققت استراتيجيتها نجاحاً كبيراً، لكن الإفراط في الثقة بشأن الشتاء المقبل أمر محفوف بالمخاطر، وقد حان الوقت لمواصلة الجهود وتكثيفها لعام 2023".
وأشار إلى بعض الإنجازات التي تحققت في مجال الطاقة النظيفة وتقليص عائدات روسيا، لكنها ليست حلاً دائماً، قائلاً: حصلنا على بعض المساعدة من الطقس المعتدل، وربحنا بعض الوقت، وهو أمر حيوي، لكن لا يزال هناك الكثير لفعله.
وتراجعت أسعار الغاز في أوروبا، بما يصل إلى 85% منذ وصولها إلى ذروتها أعلى 300 يورو لكل ميغاوات/ ساعة خلال أغسطس الماضي.