افتتاح أكبر مزرعة عمودية على وجه الأرض في أبو ظبي

دشنت شركة "آيروفارمز" رسمياً مزرعة آيروفارمز AgX، وهي أحدث مزرعة عمودية داخلية متطورة، تركز على البحث العلمي والتطوير في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط.

وستسهم آيروفارمز AgX بتطوير الزراعة البيئية المستدامة الخاضعة للرقابة، والزراعة العمودية الداخلية للمساعدة في مواجهة تحديات سلاسل توريد المنتجات الزراعية على مستوى العالم.

وتركز المزرعة الجديدة على أحدث التطورات للزراعة العمودية الداخلية والابتكار والتكنولوجيا الزراعية. وتحظى هذه المزرعة بدعم من مكتب أبوظبي للاستثمار في إطار مساعيه الرامية لخلق فرص استثمارية مستدامة تُعزز الجيل التالي من تقنيات الزراعة المستدامة في البيئات القاحلة والصحراوية.

وتمتد مزرعة آيروفارمز AgX على مساحة 65 ألف قدم مربعة، وتعد أكبر مزرعة في العالم للزراعة العمودية الداخلية والأبحاث العلمية والتطوير، حيث ستقود المزرعة جهود الابتكار لإيجاد الحلول لبعض أكثر التحديات الزراعية إلحاحاً في العالم.

وقد نجحت المزرعة بتوظيف عدد من الكفاءات المحلية الرئيسية، وتستهدف توظيف أكثر من 60 مهندساً وخبيراً في علوم البستنة في مختبراتها التقنية المتقدمة لإجراء الأبحاث الحسية ودراسات التنميط الظاهري الدقيق، والتحليل الكيميائي للنباتات، وكذلك الأبحاث المرتبطة بالجيل التالي من التصوير والتعلم الآلي والروبوتات والأتمتة.

وستساهم أيضًا بدور رئيسي في تطوير منظومة التكنولوجيا الزراعية في إمارة أبوظبي، من خلال التعاون البحثي الوثيق مع نخبة من الشركات والجامعات المحلية لمعالجة التحديات الزراعية في المناخات الصحراوية والقاحلة.

ما هي الزراعة العمودية؟

تعتمد الزراعة العمودية على مجموعة من الأساليب والتقنيات المبتكرة، كالزراعة المحمية التي تعتمد على خيم أو منشآت معزولة مصنوعة من مواد شفَّافة تقوم بتمرير أشعة الشمس، فضلاً عن الزراعة الهوائية التي تعتمد على بخار الماء والرطوبة بدلاً من عمليات الري التقليدية، وتقنيات الإضاءة الإلكترونية الـ (LED) المصممة خصيصاً لتحفيز نمو النبات عن طريق توفير درجات أطياف ضوء مثالية لعملية التمثيل الضوئي عند النبات.

لكن أشهر تلك التقنيات وأكثرها فاعلية في المزارع العمودية هي الزراعة المائية، وهي نظام مائي تتم عن طريقه زراعة النباتات بواسطة محاليل مغذِّية ممتزجة بالماء يتم تمريرها من خلال جذور النباتات من دون الحاجة إلى التربة أو الطين.

وظهرت هذه التقنية كمحاولة لتجنب المشكلات المتعلِّقة بالزراعة التقليدية كالآفات والحشرات والأعشاب الضارة، كما توفِّر الزراعة المائية ميزات عدة تجعل منها الطريقة الأمثل للمزارع العمودية في ناطحات السحاب، فهي تُكسب العملية الزراعية مرونة عالية في اختيار الأماكن التي يمكن الزراعة فيها، بدون الحاجة إلى ربطها بأماكن وجود التربة وغيرها من المعوقات.

كما يمكن لها تقليص استخدام المبيدات الكيميائية نظراً لعدم وجود التربة التي قد تستوطنها الحشرات والفطريات.

أما الميزة الأهم للزراعة المائية العمودية فهي الميزة الاقتصادية، إذ إن الزراعة المائية ذات كفاءة عالية في استهلاك المياه والأسمدة، ففقدها للمياه قد يكون شبه معدوم، إذ يعاد استخدام تلك المياه في كل مرة.

وعند مقارنة الزراعة المائية بالتقليدية من ناحية استهلاك الماء نجد أن الزراعة المائية أقل بـ 13 مرة؛ فبينما يتم استهلاك 250 لتراً من الماء لكل كليو غرام من الخس في المزارع التقليدية، تستهلك المزارع المائية لإنتاج الكميـة نفسها من الخس نحو 20 لتراً من المياه فقط.