بشرى خير للمزارع السوري... تدفق مياه الخابور مجددًا بعد الزلزال لأول مرة منذ 10 سنوات
أنعش تدفق نهر الخابور من جديد، بعد نحو 10 سنوات أو أكثر من الجفاف، وعقب الزلزال الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا، أمل المزارعين في مناطق شمال شرق سورية التي يمر منها النهر، وهو واحد من الأنهار المهمة لقطاع الزراعة.
ويمهد هذا التطور العودة لزراعة الأراضي في المنطقة، وتغيير الواقع الاقتصادي للفلاحين والمزارعين على حد سواء.
مزارعو سورية يستبشرون بالخير بعد ظروف صعبة:
في معرض حديثه عن هذا الموضوع، قال الفلاح "عواد الأحمد" لصحيفة "العربي الجديد"، إنه "منذ عشر سنوات قطعت تركيا علينا نهر الخابور، ولكن بسبب الزلزال الأخير على تركيا أجبرت على فتح نوافذ صغيرة من السدود والحمد لله الخابور عامر بمائه اليوم، وجميع الفلاحين سعداء بذلك".
وأضاف الفلاح: "منذ أكثر من ثماني سنوات قمنا بأخذ محركات الضخ إلى منازلنا وأغلب الفلاحين هاجروا، أتيت بمحرك الضخ اليوم ووضعته على نهر الخابور لسقاية الأراضي الزراعية، والتي تقدر مساحتها بعشرة دونمات".
وتابع: "المزارعون الذين كانوا يزرعون عشرين وثلاثين دونماً أصبحوا يزرعون دونماً واحداً بعد جفاف النهر، نحن نطالب الدول الكبرى بأن تضغط على تركيا لتُبقي على تدفق مياه الخابور لكي نقوي الاقتصاد ونؤمن القمح الذي يسد حاجة الأهالي".
وختم قائلًا: "أنا واحد من الناس لا أستطيع تأمين ربطة خبز لأولادي، فعندما يبقى الخابور نستطيع أن نزرع كل شيء من الخضر والقمح وغيرهما من المنتجات الزراعية".
بدوره، قال المزارع "حسين الحسن" للصحيفة: "كان نهر الخابور قديما يوفر لنا الماء لنزرع الأشجار والحمضيات والتفاح والعنب والقمح، وكان الدونم ينتج كمية وفيرة من القمح تصل لنحو 800 كيلوغرام".
وأضاف: "انقطاع الخابور تسبب في تراجع حاد بالمساحات المزروعة، فأنا زرعت هذا العام ما يقارب دونماً ونصفاً من أرضي، وهذا لا يكفيني شيئا... بسبب انعدام الخابور، نتيجة الزلزال الأخير، أصبح لدى تركيا ضغط في سدودها فقامت بفتح القليل من مياه الخابور".
وتابع قائلًا: "نحن كمزارعين فرحنا كثيرا بتدفق النهر ووضعنا محركات الضخ، ولكننا نطلب من المجتمع الدولي أن يضغط على تركيا لاستمرار جريان النهر حتى نعيش. انعدم كل شيء فإن نهر الخابور يغطي المنطقة من رأس العين إلى الحدود العراقية مررنا بسنين جفاف فقد ماتت الحياة بسبب انقطاع النهر".
أهمية نهر الخابور:
ينبع الخابور من عدة ينابيع في منطقة رأس العين السورية، إلى الغرب من مدينة رأس العين قرب الحدود التركية، من أهمها عيون كبريت (2.1)، والحصان، والزرقاء الشمالية، والزرقاء الجنوبية، والمالحة، والفوارة.
ويعتبر نهر الخابور من أهم الأنهار في إقليم الجزيرة خاصة وسورية بشكل عام، حيث تمتد على هذا النهر مجموعة خصبة من الأراضي الزراعية تقدر بـ 150 ألف هكتار، ابتداءً من منبعه في رأس العين حتى مصبه في بلدة البصيرة وتزرع هذه المساحات الواسعة بالمحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن والذرة والخضار الصيفية والشتوية.
وقد أدى جفافه سابقًا إلى الهجرة الداخلية والخارجية وتدني الإنتاج الزراعي، وانعكس جريان نهر الخابور الآن إيجابا ليس فقط على المزارعين والفلاحين في المنطقة وإنما على معامل تعبئة المياه في المنطقة.
حيث أوضح العامل في مصنع لتعبئة المياه المعدنية "محسن العبد الله" لصحيفة "العربي الجديد" أن المعمل توقف منذ حوالي شهرين. وقال: "نحن عمال وهذا المعمل مصدر معيشتنا الوحيد، وإذا توقف سيسبب تشرد 30 عائلة، وعودة المياه لنهر الخابور حلت أزمة حقيقية لنا، لذلك نريد أن يستمر تدفق المياه لنواصل عملنا ونرجو أن يستمر".