سوريا من بين 3 دول عربية تشهد غلاءً باهظًا وفوضى بأسعار اللحوم
تصدرت سوريا بين 3 دول عربية تشهد أزمةً حادة وغلاءً في أسواق اللحوم، الحمراء منها والبيضاء، وكان الأمر المشترك بين تلك الدول الثلاث أن اللحوم فيها باتت أبعد عن متناول الفقراء، وضربًا من الرفاهية قد يناله غيرهم.
أزمة اللحوم في سورية والبدائل المعدومة:
في سورية، لم يقتصر الأمر على غياب اللحوم عن موائد المواطنين، بل أصبحت هناك صعوبات للحصول على البدائل التي ارتفعت أسعارها.
في معرض حديثه عن الموضوع، قدّر الخبير الاقتصادي "محمود حسين"، نسبة ارتفاع أسعار اللحوم، خلال شهر، بأكثر من 10%، ليغدو البروتين الحيواني، برأيه، أمنية بالنسبة لأكثر من 90% من السوريين، بعد أن وصل سعر كيلو لحم الخروف، أمس الإثنين، في دمشق، إلى نحو 65 ألف ليرة، ولحم العجل إلى 45 ألف ليرة.
ولا يرى "حسين"، خلال حديثه لصحيفة "العربي الجديد"، بدائل رخيصة عن اللحوم، بعد وصول سعر كيلو البطاطا إلى 2500 ليرة والباذنجان إلى 3 آلاف ليرة والبندورة "طماطم" إلى 3200 ليرة سورية.
وأكد أن البروتين النباتي، أيضاً، بات فوق قدرة السوريين الشرائية، بعد وصول سعر كيلو الفول "جاهز باللبن" إلى 10 آلاف ليرة على سبيل المثال.
في المقابل، يؤكد مربي وتاجر الأغنام "رضوان محمد"، أن الثورة الغنيمة "في أسوأ الحالات" بسبب تراجع المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف، مبيناً أن سبب ارتفاع الأسعار يعود لتراجع العرض في الأسواق نتيجة تراجع القدرة الشرائية والتصدير.
أسعار اللحوم بالعراق مبالغ بها وباهظة:
شكا مواطنون، من أن أسعار اللحوم في السوق العراقية تفوق مستوى الدخل وقدرتهم الشرائية.
ويقول "أبو كاظم" من بغداد، في حديثه للصحيفة ذاتها، إنه فوجئ أثناء شرائه لحم العجل بأن سعر الكيلوغرام الواحد بلغ 19 ألف دينار، مبيناً أن هذه الأسعار مبالغ فيها، إذ يستغل التجار هذا الأمر مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
وأضاف أن أسعار اللحوم والمواد الغذائية الأخرى ترتفع بشكل يومي من دون أن تكون هناك أي مراقبة حقيقية للسوق، متهماً الفرق الرقابية الحكومية بالتعاون مع التجار من أجل مكاسب مالية، ما يدفعهم إلى عدم اتخاذ ما يلزم لمراقبة السوق ومواجهة هذا الجشع الكبير.
أما المواطن "عبد القهار سهيل"، فأكد استغناءه وعائلته عن شراء اللحوم الحمراء بشكل كامل، بسبب ارتفاع أسعارها، واعتبروها حاجة ثانوية بالنسبة لهم، معتمدين على لحوم الدجاج على الرغم من كون أسعارها مرتفعة أيضاً، إلا أنها تعتبر مناسبة مقارنة بأسعار لحوم الأغنام والعجول.
من جانبه، قال صاحب محل لبيع اللحوم "عباس كريم"، إن أسعار اللحوم ارتفعت مع زيادة سعر صرف الدولار، على الرغم من أن غالبية اللحوم المتاحة في السوق هي إنتاج محلي، لكن المشاكل التي تعرض لها قطاع الثروة الحيوانية في العراق من جفاف وغلاء في أسعار الأعلاف ساهمت في ارتفاع أسعارها.
وأضاف أن عدم توفير الدعم من قبل الدولة للمنتجين ساهم في ارتفاع أسعار اللحوم، لأن التاجر يشتري الحيوانات من المربين بأسعار ليست كما كانت سابقاً.
فوضى أسعار اللحوم في الأردن:
تشهد أسعار اللحوم في الأردن ارتفاعاً بنسب متفاوتة، لا سيما في فترة الصيف والاقتراب من شهر رمضان، بسبب ارتفاع الطلب المحلي، ما يشكّل عبئاً على المواطنين.
وتبلغ أسعار اللحوم البلدية حوالي 14 دولاراً للكيلو، فيما تختلف أسعار اللحوم المستوردة الطازجة والمجمدة والمبردة بحسب المنشأ.
وارتفع المستوى العام للأسعار في الأردن لأسعار المستهلك، خلال الأحد عشر شهراً الأولى من العام الماضي، بنسبة 4.2%، مقابل ارتفاع نسبته 1.2% لذات الفترة من العام 2021.
وتشير الإحصاءات إلى أنّ الأردنيين يحتلون المرتبة السادسة عربياً في نسب استهلاك اللحوم البلدية المنتجة محلياً أو المستوردة من مناشئ مختلفة. وبحسب أرقام صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، فإنّ معدل استهلاك الفرد الأردني للحوم الحمراء بلغ حوالي 38 كيلوغراماً سنوياً.