قطاع الدواجن ينهار في سوريا... أقل من شهر وسيصبح لحم الفروج نادرًا بالأسواق

يعيش قطاع الدواجن في سوريا حاليًا أسوأ أيامه على الإطلاق، ويقول الخبراء إن ما حذروا منه طوال الأشهر والسنوات الماضية يحدث الآن، حتى أن البعض اعتبر تجارة وتربية الدواجن في سوريا وصلت فعلًا إلى مرحلة الانهيار.

في حمص على سبيل المثال، يقول رأى رئيس غرفة الزراعة "أحمد كاسر العلي، إن قطاع الدواجن شبه منهار وهو بالرمق الأخير ولا يعمل منه حالياً سوى 20 % فقط.

ويلفت إلى أن 80 % من المربين توقفوا نهائياً عن العمل وأن الـ 20 % المتبقية تعاني وتكابد للبقاء في الإنتاج، وأنه في حال استمر الوضع على ما هو عليه سيفقد الفروج من الأسواق خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.

وأضاف: "حذرنا مراراً وتكراراً من الوصول إلى هذه المرحلة الحالية منذ عام 2017 لكن دون أي جدوى ودون أن تتم الاستجابة للمطالب والتحذيرات".

واعتبر أنه لم يعد هناك أمل بإنقاذ هذا القطاع ويستحيل أن يكون هناك أمل به ما لم تتدخل الحكومة بدعم الأعلاف والمحروقات بشكل جيد ليعاود المربين التربية.

أما في طرطوس، فحذرت نقابة الأطباء البيطريين، من انهيار قطاع الدواجن في المدينة بسبب خسائر هذا القطاع بالنسبة للمربين.

وقال نقيب الأطباء البيطريين بطرطوس "علي حسن"، لموقع "غلوبال نيوز"، أمس الأحد، إن "واقع الثروة الحيوانية في خطر، ولاسيما بعد أن تحولنا من بلد منتج إلى بلد مستهلك، وإنه خلال أقل من شهر سيصبح وجود لحم الفروج نادراً في أسواقنا، مع ارتفاع كبير بأسعاره".

وأشار إلى الارتفاع الكبير الذي شهده سوق اللحوم البيضاء والحمراء مؤخراً، فقد سجل كيلو لحم العجل القائم 21 ألف ليرة ليرتفع خلال ثلاثة أشهر 8 آلاف ليرة للكيلو، وسجل كيلو لحم الغنم 24 ألف ليرة.

أما الفروج فسجل 14 ألف ليرة للكيلو، بينما كلفة الكيلو الحقيقية تصل إلى 16 ألف ليرة أي يباع بخسارة ألفي ليرة للكيلو، ووصل سعر الصوص إلى 3100 ليرة إلا أنه يباع بسعر 1500 ليرة فقط لعدم الإقبال على التربية.

وأضاف أن "الخسائر التي مني بها مربو الدواجن خلال الدورة الماضية (كانون الأول) كانت ضخمة حيث بلغت خسارة تربية ألف طير ما يزيد على عشرة ملايين ليرة".

لماذا ينهار قطاع الدواجن في سوريا؟

يشرح "العلي" أن الخسارات المتتالية والسابقة التي لحقت بمربي الدواجن دفعت معظمهم للعزوف عن التربية والتوقف عن العمل بشكل نهائي.

ويشير إلى أن كلف الإنتاج باتت مرتفعة جداً على المربين لأسباب عديدة منها ارتفاع سعر الصرف والحصار وخاصةً على المشتقات النفطية وهذا ما أثر بشكل كبير على عمل المداجن التي لم يعد أصحابها قادرين على تأمين الإنارة أو التدفئة إضافة لكلفة التربية المرتفعة أصلاً.

وأكد إلى أن كلف الإنتاج ستزداد في قادم الأيام نظراً لما تشهده أسعار الأعلاف من ارتفاعات يومية من جهة، وزيادة تكلفة التدفئة بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة من جهة أخرى.

واشتكى من أن أسعار المازوت في السوق السوداء مرتفعة ويصل سعر الليتر الواحد إلى أكثر من 8 آلاف ليرة، ولم يعد بمقدور المربين شراؤه لتشغيل المولدات ما أرغم الكثير منهم على ترك التربية.

ولفت "العلي" إلى أن سعر كيلو الصويا وصل إلى 8 آلاف ليرة حالياً بينما سعره في لبنان 4 آلاف ليرة وهذا ما يجعل كلفة تربية الفروج في الدول المجاورة أقل بكثير من التكلفة في سوريا.

وأوضح أن "كلفة إنتاج كيلو الفروج لدينا وصل إلى 13 ألف ليرة بينما لا تتجاوز 10 آلاف في لبنان وهذا ما يجعل خسارة المربين لدينا كبيرة"، وأنه على سبيل المثال المربي الذي لديه 10 آلاف طير قدرت خسارته بحوالي 50 مليون ليرة وبالنتيجة توقف عن العمل.

وبيّن أنه في السابق كان المستورد للمواد العلفية يبيع الأعلاف للمربين بالآجل، بينما حالياً يطالبون بتسديد ثمن المواد بالكامل قبل التسليم، وهذا يشير إلى أن حتى من كان يمول عمليات التربية والإنتاج وصلوا إلى طريق مسدود وصغار المربين توقفوا عن الإنتاج بسبب تراكم الديون لأصحاب المعامل وغيرهم.