4 دول عربية اتجهت للطاقة النووية... بعضها غنية بالنفط ولها مآرب أخرى
بالتوازي مع أزمة الطاقة التي تعاني منها عديد من بلدان العالم، ومع السعي نحو الاعتماد على الطاقات النظيفة والمُتجددة لتحقيق الأهداف البيئية والاستدامة، يبزغ الاهتمام بتعزيز قدرات الطاقة النووية، لأنها من الطاقات النظيفة التي يُمكن التعويل عليها في إنتاج كميات كبيرة بدون انقطاع من كهرباء الحمل الأساسي على مدار اليوم.
وفي خضم هذا التوجه، فإن دولاً عربية عديدة تنخرط في تبني خطط واستراتيجيات جديدة من أجل رفع وتعزيز قدرات الطاقة النووية، أهمها:
أولًا، الأردن الذي أعلن مطلع الأسبوع الجاري، عن دراسة بناء مفاعلات نووية صغيرة للمساهمة في توليد الكهرباء بالبلاد، طبقاً لتصريحات رئيس هيئة الطاقة الذرية، خالد طوقان، خلال اجتماع بالبرلمان.
ثانيًا السعودية، فقبل أسبوعين تقريباً، وخلال مؤتمر التعدين الدولي، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير "عبد العزيز بن سلمان"، إن المملكة تسعى لبناء مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء، متحدثاً عن خطة أساسية تستهدف بناء مفاعلين لفهم التقنية قبل التوسع فيها مستقبلاً. كما أعلن عن منح عقود المفاعلات قريباً، مؤكداً أن السعودية لديها برنامج ضخم بشأن التنقيب عن اليورانيوم.
وثالثًا المغرب، فقبل نهاية العام الماضي، كشفت تقارير عن أن مشروع بناء أول محطة طاقة نووية في المغرب قد يشهد تطورات جديدة خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، وذلك بشراكة مع روسيا.
كما تتبنى دولاً عربية أخرى مشاريع طموحة قائمة، من بينها مصر من خلال محطة الضبعة التي يبدأ الإنتاج فيها في العام 2028.
تواجه تلك التوجهات مجموعة من التحديات والفرص في آن واحد، من بين أبرز تلك التحديات الكلفة الاستثمارية التي تُعطل مسيرة بعض الدول في هذا الاتجاه، بينما تكمن الفرص في العوائد العالية للطاقة النووية، لا سيما لجهة الآثار البيئية.
لماذا تلجأ الدول الغنية بالنفط إلى الطاقة النووية؟
يشرح العالم المصري الدكتور "مرسي الطحاوي"، وهو الأستاذ في هيئة الطاقة الذرية المصرية، أن الاعتماد على الطاقة النووية (باعتبارها ثاني أكبر مصدر للكهرباء منخفضة الكربون بعد الطاقة الكهرومائية) في توليد الكهرباء لم يعد خياراً بل صار ضرورة حتمية من أجل التعامل مع مشكلات الطاقة التي يُواجهها العالم وتحقيق الأهداف البيئية.
ويشدد على أن دولاً عربية لديها نقص في مصادر الطاقة وفجوة ملحوظة، ويتم الاعتماد بالأساس على المصادر التقليدية ذات الكلفة المرتفعة مادياً وبيئياً.
ويتابع في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" قائلاً: "المفاعلات النووية مكلفة فقط من حيث الإنشاء والتشغيل، لكن بعد الإنشاء وبدء العمل تكون تكلفة إنتاج الكهرباء قريبة من التكلفة العادية، وأفضل من حيث العوائد وآثارها البيئية".
أما دول الخليج فهي تدرك جيدًا مدى ضرورة التخلص مما يسمى "عبودية النفط"، وتفهم أن الاقتصادات القائمة على التجارة النفطية وعلى طاقة الوقود الأحفوري قد لا يبتسم لها المستقبل في السنوات القادمة.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة في هذا السياق إلى الاهتمام المتزايد بالطاقة النووية حول العالم في توليد الكهرباء، وأهم البيانات في هذا الصدد:
- 32 دولة حول العالم تقوم بتشغيل 443 مفاعلاً نووياً لتوليد الكهرباء.
- 55 محطة نووية جديدة قيد الإنشاء.
- 13 دولة اعتمدت على الطاقة النووية لتزويد ما لا يقل عن ربع إجمالي الكهرباء لديها بحلول 2018.
- في فرنسا والمجر وسلوفاكيا وأوكرانيا، تشكل الطاقة النووية أكثر من نصف إجمالي إنتاج الكهرباء.