انهيار الليرة اللبنانية يأبى التوقف... سيناريو متوقع بشأن أسعار صيرفة
سجّلت الليرة اللبنانية هبوطاً عنيفاً منذ نهاية الأسبوع الماضي، حيث بلغ سعر صرف الدولار أرقاماً قياسية جديدة متجاوزاً عتبة الـ 50 ألف ليرة لأول مرة منذ بدء الانهيار المالي أواخر عام 2019، بعدما كان 42 ألف ليرة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول.
ووصل سعر الدولار في السوق السوداء ظهر اليوم الاثنين إلى 51.85 ألف ليرة لبنانية الأمر الذي انعكس تلقائياً على أسعار السلع والبضائع التي باتت تسعّر غالبيتها على الدولار، وتحتسب وفق سعر الصرف المحدّد عبر التطبيقات الإلكترونية.
بدورها، شهدت أسعار المحروقات ارتفاعاً جديداً، على مستوى البنزين والمازوت والغاز، مسجلة أرقاماً غير مسبوقة من شأنها أن تفاقم معاناة اللبنانيين الذين باتوا عاجزين عن تأمين أبسط الاحتياجات المعيشية والأساسية للصمود.
سعر جديد لـ صيرفة قد يكون قادمًا:
قالت مصادر مصرفيّة إنّ الحديث في الوقت الرّاهن عن رفع سعر دولار صيرفة هو أمرٌ جدّي بدرجة كبيرة، وذلك على اعتبار أنّ الهامش بين سعر صيرفة والدولار في السّوق الموازية بات كبيراً وتجاوز الـ 13 ألف ليرة لبنانيّة.
ولفتت المصادر وفقًا لوسائل إعلام لبنانية، إلى أنّ مصرف لبنان قد يُبادر في أيّ وقت إلى رفع سعر دولار صيرفة وذلك مثلما حصلَ قبل نحو شهرٍ من الآن حينما أصدر البنك المركزي تعميماً قضى بتعديل “صيرفة” من 31200 إلى 38 ألف ليرة لبنانية.
وعن الرقم الذي قد يصل إليه سعر المنصة، قالت المصادر: “لا يمكن حتى الآن حسم الرقم، لكن هذا الأمر يعود إلى مصرف لبنان، والأكيد أن الخسارة التي يتكبدها الأخير لن تستمر”.
في سياقٍ متصل، يقول رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان "فريد زينون" لصحيفة "العربي الجديد"، إن الثقة باتت مفقودة تماماً بالمسؤولين والمصارف والتعاميم الصادرة عن حاكم مصرف لبنان "رياض سلامة"، والتفاؤل معدوم خصوصاً أن الساسة في البلاد لا يتحركون رغم كل المصائب التي تحصل والإضرابات التي تطاول القطاعات على رأسها الإدارات العامة.
ويشير "زينون" إلى أن الكلّ يقف متفرجاً على الأزمة وتحليق سعر صرف الدولار، والفقر الذي يطاول أكثر من 80 في المائة من اللبنانيين، والرواتب التي وصلت إلى 30 دولاراً في الشهر ولا تكفي لتعبئة السيارة بالوقود للتنقل، "من دون أن نرى أي تدخل أو تحرّك، لا بل نجد أن التعطيل مستمرّ، المؤسسات شبه مشلولة، منطق التحاصص والتسويات يتواصل، لا انتخابات رئاسية بعد 11 جلسة لمجلس النواب".