اكتشاف ملايين الأطنان من معادن خام وأتربة نادرة بالسويد تنهي الاحتكار الصيني
أعلنت مجموعة التعدين السويدية عن اكتشاف "أكبر حقل معروف" للفلزات الأرضية النادرة في أوروبا، في أقصى شمال السويد، وقد يحتوي على أكثر من مليون طن من المعادن.
وتبرز أهمية هذا الاكتشاف في وقت تشعر فيه أوروبا بالقلق من اعتمادها على الصين، أكبر منتج في العالم، للحصول على هذه المعادن التي تستخدم، على وجه الخصوص، لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة "يان موستروم" في بيان: "هذا أكبر حقل معروف للفلزات الأرضية النادرة في الجزء الخاص بنا من العالم، وقد يصبح عنصرًا أساسًا لإنتاج المواد الخام المهمة جدًا بالنسبة للانتقال إلى الطاقة النظيفة".
وأوضح: "نحن نواجه مشكلة في الإمدادات، وبدون مناجم لا سيارات كهربائية".
التحرر من تبعية الصين وهيمنتها للمعادن النادرة:
أكدت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد والطاقة السويدية "إيبا بوش" أن "اكتفاء الاتحاد الأوروبي الذاتي واستقلاليته عن روسيا والصين سيبدآن في المنجم".
وذكرت "بوش" أنّ العناصر الأرضية المكتشفة "يمكن أن تساعد الاتحاد الأوروبي في أن يصبح أكثر استقلالية عن الأتربة النادرة من الصين، ولتعزيز التحول الأخضر".
الجدير بالذكر أن الأتربة النادرة، ومواد خام أخرى لم يعلن عن تفاصيلها بعد، هي من النوع الذي تتحكم فيه الصين في مجال الصناعات، وخصوصاً الرقائق الهامة لقطاع السيارات الكهربائية.
من جهته، أكد "موستروم"، أنّ "الاكتشافات المعلن عنها كبيرة بالقدر الذي ينهي اعتماد أوروبا على دولة واحدة"، مضيفاً "رأينا الاعتماد على الغاز الروسي ونتائجه، وهو ما ينطبق على الاعتماد على الصين في مجال الأتربة النادرة".
وذكّرت الوزيرة السويدية بأنّ أوروبا "تعتمد على إنتاج وتنقية الصين للعناصر النادرة بنسبة 90%، كما أنّ 60% من الليثيوم يأتي أيضاً من الصين"، لافتة إلى أنّ ذلك "غير مستدام، ويجب على الاتحاد الأوروبي زيادة استقلاله (في مجال المواد الخام الضرورية للصناعات)".
متى ستستفيد أوروبا من اكتشافات المعادن النادرة؟
إن استخراج الأتربة النادرة، يحتاج عادة إلى سنوات عدة قبل استخدامها في الإنتاج الصناعي، بيد أنّ ذلك، برأي "موستروم"، قد لا يحتاج إلى تلك السنوات "فعلينا أن نسرع من وتيرة الحصول على أذون الاستخراج والتعامل مع الأتربة قبل مرور نحو 10 سنوات كما هي الأمور في العادة مع رخص التعدين".
الجدير بالذكر أن منطقة كيرونا (شمال) التي اكتشفت فيها المواد النادرة، تقع في نطاقها أضخم مناجم خام الحديد في السويد.
لكن الجهات المعنية تأمل الذهاب إلى أبعد من ذلك، فالمسؤولون ووزراء حكومة يمين الوسط يبدون حماسة لتوسيع العمل في منطقة البراري ضمن شمال الدائرة القطبية الشمالية، التي لم تمسها بعد الصناعات والتنقيب بسبب وجود واحدة من الأقليات العرقية "شعب سومي"، وباعتبارها محميات يمنع على الأوروبيين الاقتراب منها.
يذكر أنّ منطقة الدائرة القطبية الشمالية، أصبحت في السنوات الأخيرة محط تنافس شديد بين الغرب وروسيا، مع محاولة الصين الدخول على الخط، من خلال مجلس القطب الشمالي، وذلك بسبب ترجيح خبراء في مجال الطاقة والمواد الخام وجود كميات ضخمة من المواد النادرة، وخصوصاً تلك التي تدخل في صناعة الرقائق والبطاريات، إلى جانب مراهنة روسيا على توسيع استثماراتها في مجال استخراج الطاقة الأحفورية، بعد أن كشطت التغيرات المناخية بقعاً جليدية ضخمة.