الذهب يغلق على مكاسب قياسية... توقعات هامة لمن ينتظر البيع أو الشراء
ارتفعت أسعار الذهب أعلى مستويات 1900 دولار للأونصة عند تسوية تعاملات الجمعة الثالث عشر من يناير/ كانون الثاني وذلك لأول مرة منذ أبريل/ نيسان العام الماضي.
وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 1.25% أو 22.9 دولار إلى 1921.70 دولار للأونصة، مسجلة مكاسب أسبوعية بنحو 2.8%.
وكشفت بيانات اقتصادية حديثة ارتفاع ثقة المستهلك الأميركي إلى 64.6 نقطة في الشهر الجاري وهو أعلى مستوى في 9 أشهر بما يعكس تراجع المخاوف المتعلقة بالتضخم.
من جانبها صرحت "جانيت يلين"، وزيرة الخزانة الأميركية، بأن الأولوية الأهم بالنسبة لها هي خفض التضخم والإبقاء على قوة سوق العمل، مشيرة إلى أن التضخم كان معتدلاً على نحو كبير على مدار الأشهر الـ6 الماضية.
كما حذرت من أن أميركا ستصل إلى سقف الدين الخميس المقبل.
توقعات الذهب:
يشرح المحلل الاقتصادي "عاصم منصور"، أنه بعد صدور تلك البيانات، زادت احتمالات أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 0.25% فقط خلال الاجتماع المقبل إلى 93.3% مقابل 77% قبل صدور البيانات.
ويستفيد الذهب من اتجاه الفيدرالي إلى إبطاء وتيرة رفع الفائدة واقترابه من إنهاء وتيرة التشديد النقدي وذلك وسط استمرار تباطؤ معدلات التضخم.
فيما يلي رسم بياني يظهر علاقة أسعار الذهب بمسار معدلات التضخم خلال العام الجاري:
أما من الناحية الفنية، نلاحظ أن الذهب اخترق الحد العلوي للقناة السعرية الصاعدة على الإطار الزمني اليومي وهو ما يعزز من النظرة الشرائية على المدى المتوسط والطويل.
وتظل النظرة الشرائية قائمة ما لم يتم التداول أسفل المستوى 1850 $ على المدى الطويل مع ملاحظة وجود مقاومة عند المستوى 1920 $ والذي قد يشهد عمليات جني أرباح ستؤدي إلى تصحيحات هابطة على المدى القصير، ولهذا ينصح باستغلال التراجعات للشراء في الوقت الحالي وليس البيع.
ويبقى شرط البيع فقط هو تكون شمعة انعكاسية على الإطار الزمني الأسبوعي والتداول أسفل 1850 $، غير ذلك فإن قطار الذهب مستمر في الصعود، وفقًا لما يؤكد "منصور".
الذهب يحب الربع الأول:
بالنظر لأداء المعدن الأصفر في الفصل الأول خلال السنوات العشر الماضية يظهر تحقيقه لمكاسب ملحوظة في غالب السنوات وخسارته مرتين فقط 2021 و2013 (-10% و -4%)، بينما سجل مكاسب مستمرة في باقي الثمانية أعوام.
أكبر مكاسب فصلية للذهب للفصل الأول خلال الفترة بين 2013-2022 كانت في 2016 عندما سجل المعدن الأصفر مكاسب بلغت 16% وعندها كانت البنوك المركزية تطبق الفائدة السلبية.
وكانت هناك مخاوف من ضعف نمو الاقتصادات الناشئة وبدأ الدولار في التراجع وخسر 4.1 بالمئة في الفصل الأول من 2016 وكان مؤشر الدولار يتداول حينها عند مستوى 94.30 (الآن 103.30).
ومع اختلاف الأوضاع الاقتصادية واختلاف السياسات النقدية مقارنة بالعام 2016 ولكن هنالك بعض المشتركات، إذ يبدأ العام 2023 بمخاوف من ركود اقتصادي، وبدأ الفيدرالي يبطئ من وتيرة رفع الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول 2022 وذلك بعد أن تراجعت موجة ارتفاع التضخم خلال آخر ثلاثة أشهر من العام الماضي... هذه عوامل مشتركة قادت لارتفاع الذهب سابقا ومتوقع أن يستفيد الذهب منها الآن.