هل ينفع الألماس للاستثمار أو الادخار كما الذهب والدولار؟
على عكس الذهب والفضة، يعتبر الألماس أحد الأصول التي تنخفض قيمتها، إذ يفقد هذا المعدن جزءاً كبيراً من ثمنه في لحظة شرائه من قبل المستهلك، أما إذا رغب الشخص في العثور على طريقة آمنة لحفظ مدخراته في أوقات الأزمات فليبحث عن الذهب... هذا ما قاله الخبير الاقتصادي "علي حمودي" بخصوص الألماس ومكانته بين المعادن الثمينة.
وفي الاتجاه المقابل، نفى "حمودي"، في حديثه لوكالة إعلامٍ عربية شهيرة، ما يعتقده الكثيرون بأن الألماس هو منتج فاخر ممنوع الاقتراب منه في أوقات الأزمات الاقتصادية والتضخم باعتباره مجرد حجر كريم لا قيمة له عند إعادة البيع على الإطلاق.
وأشار إلى أن الألماس يتمتع أيضاً بقدرة قوية على الاحتفاظ بالقيمة، ولكن على المدى الطويل فقط.
الذهب مقابل الألماس... من يفوز؟
على الرغم من أن الذهب يحمل القوة من حيث التحوط من التضخم والقيمة العامة، يمكن أن يكون للألماس في كثير من الأحيان سعر إعادة بيع أعلى، ولكن هذا المعدن ليس من الأصول السائلة للغاية مثل الذهب، بحسب الخبير الذي أوضح أن الذهب يصنف كمعدن كلاسيكي بينما الألماس يصنف من النخبة.
وباعتبار أن كل من الذهب والألماس يحتلان مكانة رفيعة في العديد من الثقافات، فكيف يقرر الشخص أيهما يمثل الخيار الصحيح للاستثمار؟
يجيب "حمودي" على هذا التساؤل قائلاً: "في مناقشة الاستثمار في الألماس مقابل الذهب، يأخذ الأخير دائماً زمام المبادرة، إذ يعتقد بعض الناس أن الألماس لا يحتفظ بقيمته السوقية، لكن في الحقيقة، فإن أحجار الألماس لها قيمة عند إعادة البيع، وهذه القيمة تحكمها تقلبات السوق وطلب المستهلك."
ويضيف: "بشكل عام فإن أسعار الألماس تزداد عادة بمرور الوقت، لكن هناك عوامل أخرى تؤثر أيضاً على سعره في السوق وهي: وضوح الحجر وطريقة قطعه والقيراط، واللون بالإضافة إلى شهادة الألماس (الموثوقية)، والطلب على حجر الألماس في السوق. هذه العوامل تحدد قيمة إعادة بيع الألماس غذ لا يوجد سعر فوري له في السوق على عكس الذهب".
كيف يتصرف الألماس في الأزمات الاقتصادية؟
رداً على سؤال حول مدى تأثر حركة تداول الألماس في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة قال الخبير: "تأثرت حركة تجارة الألماس خلال أزمة (كوفيد – 19) حيث واجه المعدن الثمين ضعفاً في الطلب جراء إغلاقات المناجم".
واستدرك موضحًا: "لكن بالنسبة للأزمات الحالية فإنها لم تؤثر على الطلب بشكل كبير، ومن المتوقع أن يتعافى الطلب على المجوهرات الماسية أكثر في عام 2023، حيث تقود الصين الطريق للطلب على الألماس بعد تخليها عن سياسة صفر كوفيد".
أهم ما يميز الذهب عن الألماس:
يقول الخبير الاقتصادي "حسين القمزي" إن "السبائك الذهبية بالذات (ليس الذهب المشغول) الصادرة والمصدقة من مؤسسات متخصصة هي حالياً ما نعتبره ملاذاً آمناً وذلك لأنها تأتي بأوزان ودرجات نقاء قياسية، وذلك صعب جداً في حالة الألماس الذي يختلف بحسب الحبة وطريقة القطع والوضوح واللون والقيراط ما يجعل شراءه وبيعه بشكل عام أكثر صعوبة للمستثمرين".
ويوضح "القمزي" أن الألماس الطبيعي لا يباع بشكل قطع قياسية مثل السبائك، لذلك هو محصور في سوق المجوهرات المشغولة أو أحد مراحله.
ويلفت ختامًا إلى أن الألماس المصنع في المعامل بدأ ينتشر بطريقة صارت تهدد الألماس المستخرج من المناجم وقيمته المستقبلية.