أسوأ وأفضل عملات العالم في 2022... الإسترليني والليرة التركية بين الأسوأ

عاشت أسواق الصرف الأجنبي حول العالم أيامًا عصيبة في عام 2022، ولكن في بعض البلدان، أدت مجموعة من الضغوط الجيوسياسية وأخطاء البنوك المركزية أو التقلبات السياسية إلى دفع العملات نحو منحدرات أشد حدة، فتسببت بأضرار اقتصادية بالغة.

وأثر ارتفاع الدولار على مدار العام، وسط فيضان الصدمات الجيوسياسية ورفوعات الفائدة، بشدة على العديد من عملات الأسواق الناشئة.

أفضل وأسوأ العملات في 2022:

بحسب بيانات موقع "ستيرلنغ باوند"، فإن الدولار والفرنك السويسري تصدرا قائمة العملات الأفضل أداءً في العام 2022.

بينما كانت عملات الإسترليني والليرة التركية والكرونا السويدية والين الياباني في مؤخرة العملات العشرين التي رصدها الموقع.

وتراجع الجنيه الإسترليني أكثر في الجلسة الأخيرة من العام 2022، حيث واصل تدهوره مقابل معظم العملات الرئيسية لعام 2022، بينما واصل كل من الدولار والفرنك السويسري التقدم أمام عملات مجموعة العشرين. 

على صعيد العملة البريطانية، رغم أن الجنيه الإسترليني احتفظ ببعض المكاسب خلال الجلسات الأولية في يوم التعامل الأخير من العام الماضي مقابل الدولار والفرنك السويسري والراند الجنوب أفريقي، لكنه تراجع عند الإغلاق وواصل تكبده خسائر فادحة لهذا العام مقابل جميع العملات باستثناء أربع عملات في مجموعة العشرين.

ويقول كبير محللي أسواق الصرف في بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي "كيت جوكيس": "كاد الفرنك السويسري يتفوق على الدولار في الأشهر الأخيرة، ولكنه لم يتمكن من تجاوزه تمامًا".

ويضيف: "لقد تم دعم الدولار من خلال مجموعة من العوامل، على رأسها تشديد بنك الاحتياط الفيدرالي السياسة النقدية، والعقوبات التجارية على روسيا وارتفاع أسعار الطاقة التي تباع بالعملة الأميركية، وتأثير كل من سياسة الصين الخاصة بمكافحة انتشار فيروس كورونا على أداء التنين الاقتصادي وغزو روسيا لأوكرانيا، ولكن مع اقتراب العام من نهايته، لم تكن أي من هذه العوامل هي المحرك الرئيسي لتقدم الدولار".

في المقابل دفعت العديد من العوامل الجنيه الإسترليني للتدهور في العام 2022، كان أهمها تدهور الاقتصاد البريطاني، حيث ارتفع معدل التضخم بالبلاد وتفاقم العجز التجاري واتسع عجز الحساب الجاري.

ومع ذلك، يضيف محللون، أن حالة الجنيه الإسترليني السيئة كانت نتيجة لسياسة بنك إنكلترا المركزي الذي كان بطيئاً وحذراً في رفع سعر الفائدة مقارنة بالبنوك المركزية في مجموعة العشرين.

ويشير "جوكيس" إلى أن احتمال تحسن سعر الين الياباني في العام الجاري، 2023، يعتمد على انخفاض عائد السندات الأميركية، حيث تعد اليابان وأثرياء اليابان من كبار المستثمرين في سندات الخزينة الأميركية. وشهد العام الماضي هروباً كبيراً من الين الياباني إلى شراء الأصول الأميركية.

أما على صعيد الدولار الأسترالي فيرى محللون أنه يعتمد في تحسن أدائه في العام 2023 على تقدم الصين في فتح الاقتصاد، حيث إن أستراليا من كبار الشركاء التجاريين للصين. 

عملات أمريكا اللاتينية تتألق:

في أميركا اللاتينية استفادت عملات الدول المصدرة للسلع من فورة ارتفاع الطاقة والمعادن. حيث تفوقت عملات أكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية على الدولار خلال العام الجاري، وتمكنت البرازيل من جذب مستثمرين أجانب، وسط هروب الأموال من آسيا وأوروبا إلى السوق الأميركية.

وحتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ارتفع البيسو المكسيكي بنسبة 2.5% مقابل الدولار، بينما عزز الريال البرازيلي قوته مرتفعاً بأكثر من 7% مقابل الورقة الخضراء، وهو ما أدهش خبراء أسواق المال الذين يرصدون أداء الأسواق الناشئة، خاصة ما حدث في منطقة أميركا اللاتينية التي اشتهرت بانهيار عملاتها المحلية، وشهدت أزمات مالية في العقد الأخير من القرن الماضي، على خلفية الاضطرابات والمخاطر السياسية.

واستطاع الريال البرازيلي تحقيق أداء قوي في الربع الأول من العام، حيث ارتفع بنسبة 21% مقابل الدولار.