أهمها استرداد الودائع والتصالح مع الخليج... 5 متطلبات لإنعاش اقتصاد لبنان قبل فوات الأوان
لفت الدكتور "لويس حبيقة"، في تقريرٍ جديد لصحيفة "الخليج" إلى أن لبنان يعاني مشاكل مزمنة، كالعجز المالي فوق 10% من الناتج، ودين عام يتعدى 180% من الناتج نفسه، والعجز التجاري "لأننا نستورد تقريباً كل شيء" والذي ينعكس عجزاً في ميزان الحساب الجاري يتعدى 25% من الناتج.
وتابع الدكتور: "أما الاحتياطي النقدي في مصرف لبنان فأصبح أقل من 10 مليارات دولار، بعد أن كان 37 ملياراً في 2018، استُنزف بسبب سياسات الدعم السابقة غير المدروسة التي استمرت لسنوات، من دون أي تقدير للمساوئ، فكانت كرشوة للمواطن في حياته العادية اليومية".
وأضاف: "ثم توقف الدعم التبذيري، فارتفعت الأسعار الى حدود تفوق أي توقعات سابقة... والمشكلة الأصعب هي سعر المحروقات في لبنان الذي يتغير بالليرة لسببين، هما السعر العالمي لبرميل النفط، كما سقوط الليرة".
متطلبات خلاص لبنان من هذه الصورة القاتمة:
وفقًا لـ "حبيقة"، يتطلب الخروج من الوضع الحالي:
أولًا: تغيير كبير في هيكلية الاقتصاد
يرى الدكتور أن "المطلوب تغيير هيكلية الاقتصاد الذي لا يمكن أن يعتمد بعد اليوم على عمالة عربية وأجنبية تأتي لتأخذ أجوراً محقة لا قدرة لنا على دفعها. وعلينا، كلبنانيين، أن نعمل في قطاعات لم نرغب فيها سابقاً، كالزراعة والإنشاء والتنظيفات".
ثانيًا: حل مشكلة فائض العمالة في مكان ونقصها في مكانٍ آخر
يشرح "حبيقة" أن هنالك قطاعات فيها فائض من العمالة ولم يعد هنالك حاجة لها، مثل السرفيسات أو التاكسي، حيث هنالك الآلاف من السيارات، الشرعية وغير الشرعية، التي تجول في البلاد لنقل الركاب.
ويرى أنه ومن الضروري تحويل بعض السائقين إلى قطاعات أخرى، أي توجيههم نحوها وتدريبهم لأن الدخل فيها أعلى والحاجة كبيرة. فالمواطن اللبناني غيّر اليوم طريقة انتقاله فاعتمد مشاركة الآخرين، كما يستعمل أكثر الآليات الهوائية. ويجب تخفيف حجم القطاع العام ومعالجة الفائض البشري.
ثالثًا: أزمة غلاء المحروقات والبنى التحتية
يرى الدكتور أن ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان هو العامل الأكثر خطورة، لأنه يؤثر في كل شيء. فيجب توفير النقل العام بأسعار منخفضة عبر حافلات أتى بعضها إلى لبنان من فرنسا وبلجيكا، وهذا ممكن سريعاً، ويوفر على اللبنانيين بعض كلفة النقل الباهظة.
وأضاف: "لا بد أيضاً من إجراء إصلاحات في البنية التحتية، بدءاً من الطرق الرئيسية والمناطقية... لا نحلم بإنشاء طرق سريعة وخطوط قطارات حديثة، لكننا نحلم ببعض التصحيحات على طرقنا كي لا تقع حوادث تطيح بالبشر والآليات".
رابعًا: حل أزمة الودائع العالقة
يقول "حبيقة": "لا بد بعد زمن من أن نسترد أموالنا من المصارف. وقد سمح مصرف لبنان لنا بسحب بعض الدولارات والليرات، أي عالج بعض مظاهر الجرح من دون أن يشفيه. ولن نسترد أموالنا قبل أن يعود الدولار إلينا مع صندوق النقد، ومن الجهات الأخرى".
ويؤكد أن الإصلاحات المصرفية وفي قطاع التأمين ضرورية كي يطمئن المواطن إلى أوضاعه المادية والصحية.
خامسًا: تصحيح للعلاقات التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي