اكشف من يحاول خداعك وسرقة أموالك في المعاملات التجارية أو غيرها... طرق سهلة

تشرح لنا "باميلا ماير"، خبيرة الخداع التي درست في جامعة Harvard ومؤلفة كتاب "اكتشاف الكذب: تقنيات مثبتة للكشف عن الخداع"، 5 طرق لكشف وسائل الاحتيال وخطط الخداع التي يقع ضحيتها الكثير من الناس في المعاملات التجارية والحياة العملية.

نعتمد في هذا الشرح على مثال حديث من الواقع، حين تم اعتقال "سام بانكمان فرايد" على خلفية انهيار منصة FTX للعملات المشفرة وتبخر أموال بالمليارات للعملاء.

أولًا: "التشوه المعرفي" 

قالت "ماير" لوكالة CNBC إننا غالبًا ما نثق في الأشخاص الذين يقدمون "شيئًا نريده بشدة"، مثل جهاز طبي يُحتمل أن ينقذ الحياة أو وسيلة لتحقيق الثراء السريع من خلال العملات المشفرة.

"عقلية القطيع" أيضاً هي عنصر آخر غاية في الأهمية، فإذا قال الأشخاص من حولك أن شخصًا ما جدير بالثقة، فأنت تميل أكثر إلى الوثوق به. ويستغل المحتالون ذلك بأن يعرضوا على الضحية "تجارب كاذبة" تهيئ لك البيئة من أجل الوثوق بهم عن طريق ما يبدو أنه طرف ثالث محايد.

ثانيًا: استخدام تصريحات احتجاجية

كن حذرًا من أي شخص يدلي بالكثير من "التصريحات الاحتجاجية"، فتخيل أنك توجه سؤالاً إلى شخص ما، لتفاجأ برفع يده مشيراً إليك بالتوقف عن الحديث، قائلاً: "سؤالك خاطئ... دعني أخبرك لماذا".

إنه شكل من أشكال الخداع وإشارة إلى أن الشخص يحاول تجنب الرد على سؤالك، بدلاً من الرد بالأدلة التي يمكن أن توضح الأمور وتهدئ مخاوفك.

تقول ماير: "عندما يحتج شخص ما، سجل ملاحظة (ضع عليه إشارة استفهام)".

ثالثًا: استخدام مفردات لغوية معينة

يتجنب المحتالون أحيانًا أسئلة التحقيق باستخدام طريقة حديث بمفردات معينة للتقليل من شأن أي مخاوف.

على سبيل المثال، ألقى "بانكمان فرايد" باللوم على قلة خبرته كمؤسس ورجل أعمال في انهيار FTX - بينما نفى تعمده الاحتيال على أي عملاء أو مستثمرين.

أما بالنسبة لأموال العملاء البالغة 8 مليارات دولار التي لا تزال مفقودة، فقد أرجع فرايد هذه المشكلة إلى "التصنيف الداخلي السيئ للحسابات المتعلقة بالبنك" في اعتذار على سلسلة تغريدات على Twitter نشرها في نوفمبر /تشرين الثاني.

وقال "فرايد" إنه صُدم لما حدث في FTX، بينما نفى مرة أخرى أنه ارتكب أي عملية احتيال، في مقابلة مع CNBC الشهر الماضي.

وبدا أنه يتجاهل بعض اللوم تجاه Alameda Research، صندوق تحوط العملات المشفرة الذي شارك في تأسيسه.

رابعًا: التشتيت وتعمد تغيير الموضوع

ترى "ماير" أن الأشخاص الذين يغيرون الموضوع بشكل متكرر عند طرح أسئلة محرجة يقدمون إشارة على كذبهم ومحاولتهم الخداع، لكن يمكن للمحتالين المحترفين القيام بذلك بشكل جيد لدرجة أنك قد لا تلاحظه.

وأشارت أيضًا إلى أن "فرايد" غالبًا ما يستخدم المصطلحات المالية في مقابلاته، والتي تسميها "تكتيك التشتيت".

وعند عرض FTX لأول مرة على المستثمرين، قيل إن "فرايد" كان يلعب ألعاب الفيديو أثناء تقديم عرضه لطلب التمويل، ووصفت صحيفة The New York Times تلك الاجتماعات بأنها عروض "خذها أو اتركها".

أوضحت "ماير" أن مثل هذه التكتيكات كان يجب أن تكون بمثابة إشارة تحذيرية، فقد كان يصرف نظر المستثمرين عن تفاصيل FTX، وهذا يعني أنه يمكن أن يكون التشتيت لفظيًا أو فعلياً.

خامسًا: سلوك الإقناع

لاحظ عندما يتحول الناس فجأة من كونهم متعاونين إلى "وضع الإقناع"، حيث يتحولون إلى نبرة التوسل والإقناع.

وفقاً لـ "ماير"، يبدو أن هذا هو الوضع الحالي لـ "فرايد"، فشارك مؤسس FTX في العديد من المقابلات الأخيرة، في محاولة لإقناع الجمهور بأنه لم يضلل أي شخص عمدًا، وأن انهيار شركته كان ببساطة نتيجة لضعف الرقابة وارتكاب الأخطاء.

لكن "ماير" ترى أنه من الصعب الوثوق بهذه التصريحات، فبعد كل شيء، اعترف "فرايد" بأنه كذب مؤخرًا بشأن عدة جوانب من حياته - بما في ذلك تاريخه الخاص بالتبرعات السياسية وكونه نباتياً.