الكشف عن خسائر موسم الحبوب في سوريا... أرقام هائلة فاقت التوقعات
صرّح رئيس الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية والزراعة "ياسين صهيوني"، أن خسارة الفلاحين في موسم الحبوب الماضي بلغت 1718 مليار ليرة منها 532 مليار ليرة في محصول القمح و1186 مليار ليرة في محصول الشعير.
موسم الحبوب في سوريا... نتيجة كارثية:
وصف "صهيوني" بحسب صحيفة "الوطن" المحلية، هذه النتيجة بالكارثية على البلاد أولاً وعلى الفلاحين ثانيًا، والأدهى أنه لم يتم البحث والتحليل ووضع الإستراتيجية الوطنية لمنع حدوثها في المواسم التالية.
وقال إن "الموسم الماضي قد شهد انحباساً في الأمطار وتأخر الهطلات المطرية في بداية الموسم، وترافق ذلك مع ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة خلال شهري آذار ونيسان، حيث سجلت في دير الزور 32 درجة خلال شهر نيسان".
وأضاف: "كانت خطة زراعة القمح 1.5 مليون هكتار نفذ منها 1.2 مليون هكتار، وقدر الإنتاج بحدود 3 ملايين طن من القمح، بينما دلت المؤشرات أن الإنتاج الحقيقي كان 1.7 مليون طن... لكن السؤال إن كان الإنتاج فعلاً بهذا الشكل لماذا لم نستلم سوى 530 ألف طن فقط؟".
أما محصول الشعير فقد تم التخطيط لزراعة 1.4 مليون هكتار نفذ منها حوالي 1.1 مليون هكتار، وقدر إنتاجها بنحو 1.2 مليون طن، بينما كان الإنتاج المحقق 200 ألف طن فقط، ولم يتم تسويق أي كمية منها من المؤسسة العامة للأعلاف.
ويتابع "صهيوني" حديثه عن الأضرار في محصول القمح بالقول: "إن تقارير الحكومة تذكر أن الضرر طال 185 ألف هكتار مزروعة بالقمح البعل وبنسبة 29 % من المساحة المزروعة وشملت 51 ألف فلاح، منهم 25 ألف فلاح أضرار إنتاج منخفض بمساحة 87 ألف هكتار، و19 ألف فلاح قاموا برعي المحصول بالأغنام بمساحة 61 ألف هكتار. وهناك 6615 فلاحاً تعرضوا لضرر كامل على مساحة 37 ألف هكتار مزروعة بالقمح البعل".
ويضيف: "أما محصول الشعير البعل فقد وصل الضرر إلى 49,600 فلاح ووصلت المساحة إلى 413 ألف هكتار من أصل المساحة المزروعة بالشعير البعل وقدرها 1.1 مليون هكتار والنسبة الأكبر من الضرر 272 ألف هكتار شملت 31 ألف فلاح وتم رعي تلك المساحة بوساطة الأغنام".
المزارع هو المتضرر الأكبر... الفقر أو الهجرة:
أشار رئيس الاتحاد إلى الآثار السلبية على صغار المزارعين، وحالات الفقر التي بدأت تظهر نتيجة فشل إنتاج القمح والشعير لموسمين متتاليين وعدم توافر مصادر دخل لهم، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة التي قد تجبرهم على الخروج من العملية الإنتاجية والهجرة بحثاً عن مصادر دخل، ما سيسبب زيادة معدلات الفقر والبطالة وتراجع مستوى الأمن الغذائي.
خطة الحكومة للموسم القادم:
بيَّن صهيوني أن خطة الوزارة للموسم القادم تقضي بزراعة 1.5 مليون هكتار قمح منها 870 ألف هكتار بعل و650 ألف هكتار مروي. أما الشعير فالمساحة 1.1 مليون هكتار مروياً وبعل وهذا يحتاج إلى 150 ألف طن من القمح بمعدل 100 كغ للهكتار و110 آلاف طن بذار شعير بالمعدل نفسه.
وقد بلغ إنتاج مؤسسة إكثار البذار للموسم الماضي 65 ألف طن قمح وزع منها حتى الآن على الفلاحين 44 ألف طن ومن الشعير تم توزيع 1700 طن على الفلاحين.
واعتبر ختامًا، أن "هذه الأرقام تستحق منا الوقوف بشكل متأن عندها، ونبحث فيما إذا كانت لدينا خطة عملية يجري العمل وفقها لتوافر ما تحتاجه بلادنا من الحبوب لنحقق أمننا الغذائي ونحصن قرارنا السياسي السيادي".