عطش الطاقة في سوريا... ارتفاع أسعار البطاريات وسرقة الوقود من داخل السيارات
تحولت أزمة الطاقة والمحروقات في سوريا إلى أمرٍ أكثر خطورة وحدة يمكن تسميته بـ "عطش الطاقة"، فكل ما يؤمِن لك الكهرباء للإنارة أو يساعد في تشغيل سيارتك أو يعطيك بعض الدفء في ليالي الشتاء القارسة سيكون في سوريا أكثر قيمةً بكثير مما قد تتصور.
تأسيسًا على ذلك فقد بتنا نشهد في سوريا نموًا للتجارات غير المشروعة المتعلقة بالمحروقات وغيرها، ويتفاوت الأمر من تجارة السوق السوداء وصولًا إلى السرقة من مخازن السيارات.
بطاريات الإنارة سلعة باهظة وبلا رقابة:
تشهد أسواق بطاريات الإنارة إقبالاً من المواطنين، والملاحظ أن أسعارها باتت خارج نطاق الرقابة التموينية، فلا تسعيرة محددة في أماكن بيعها وكل محل يبيع وفق أهوائه.
وفي جولة على المحال المتخصصة ببيع هذه المواد، تبين أن أسعار البطاريات من نوع “جل” ذات الحجم الصغير 7 أمبير تتراوح ما بين 75 إلى 90 ألف ليرة. في حين يصل سعر البطارية “جل” ذات الحجم 9 أمبير إلى مئة ألف ليرة، وسعر البطارية 12 أمبيراً 140 ألف ليرة، ووصل سعر البطارية ذات حجم 40 أمبير إلى 300 ألف ليرة.
أما البطارية ذات الحجم 55 أمبيراً فوصل سعرها إلى 400 ألف ليرة، والبطارية ذات الحجم 100 أمبيراً وصل سعرها إلى 600، وتصل الأنبوبية الهندية 250 أمبير إلى 2 مليون ليرة.
وفي حديثه لصحيفة محلية، قال صاحب إحدى المحال في سوق الكهرباء بالسويداء: "أسعار مستلزمات البطاريات شهدت أيضاً ارتفاعاً كبيراً بأسعارها، فعلى سبيل المثال أصبح سعر شاحن البطارية الصغير والذي تبلغ استطاعته 5 أمبيرات 45 ألف ليرة، والشاحن 10 أمبيرات يباع بسعر 70 ألف ليرة، في حين أن سعر الشاحن الذي تبلغ استطاعته 20 أمبيراً وصل إلى 110 آلاف ليرة، بينما يتراوح سعر متر “الليد” ما بين 4500 و6000 ليرة".
سرقة الوقود من السيارات:
غيّرت أزمة المحروقات في سوريا من أولويات اللصوص، فبعد أن كانوا يقدمون على كسر زجاج السيارات لسرقة محتوياتها، باتت خزانات الوقود هدفهم الأول، وساعدهم في ذلك ضعف الحركة ليلاً في بعض المناطق مع ازدياد برودة الطقس والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي.
وبحسب موقع "المشهد" فقد سجلت في اليومين الماضيين عدة حالات سرقة لبنزين السيارات في ضاحية قدسيا بريف دمشق الغربي، وفق شهادة عمال في إحدى محطات تعبئة الوقود بالمنطقة، والذين أكدوا أن عدد من زبائن المحطة تعرضت سياراتهم مؤخراً لعملية شفط البنزين.
فيما روى أحد سكان الضاحية ما فعله اللصوص بسيارته لسرقة البنزين من خزانها قائلاً: "لم تكتمل فرحتي بوصول رسالة البنزين التي انتظرتها لنحو عشرين يوماً، فالليترات القليلة التي أتركتها عادةً بالسيارة للحالات الطارئة كالذهاب للطبيب أنا أو زوجتي، ولـتأمين حاجاتنا الأساسية بعد أن تقدمنا في العمر، سرقها اللصوص".
وأضاف بـغضب وحزن شديدين: "لم أكن الوحيد فأربع سيارات لجيران من نفس الحي وفي ذات الليلة سرق بنزينها، بعضها تعرض للتخريب بسبب صعوبة سحب البنزين منها ما جعلها تحتاج لتصليح بمبالغ باهظة، ومنهم سيارتي".