أنباء عن وجود مجموعات مضاربة سوداء تتسبب بانهيار الليرة اللبنانية
يشتكي اللبنانيون من حالة "تفلّت غير مسبوقة" تشهدها السوق السوداء للدولار في لبنان، إذ أن الارتفاع مستمر وقد يتعدى سعره الهامش المتوقع لنهاية العام الحالي.
سوق الدولار في لبنان طلب وهمي وفوضى عارمة:
ذكر موقع “ليبانون ديبايت” المحلي، أن المضاربة تجري “على نار حامية” بين الصرافين من خلال مجموعاتهم على تطبيق “واتساب”، وهي تساهم بفوضى عارمة بالسوق، وهناك صرافون يطلبون بيع دولارات على سعر معيّن إلا أن غالبيتهم “يختفون” ولا يلتزمون بما جرى الاتفاق عليه.
وجاء في تقرير الموقع أن هناك عوامل أخرى لتفلت سعر الصرف، منها تأمين الأموال عبر عدد من الشركات وذلك لصالح مصرف لبنان.
أما بالعودة الى مسألة الصرافين، فأكد أن المجموعات الكبرى التي تتواجد بمعظمها في الضاحية الجنوبية، أغلقت منذ يومين خاصية المراسلة بين جميع الموجودين فيها وحصرت التراسل بين مسؤولي المجموعة، إلا أنه بعد ساعتين أعادت وضع المجموعات إلى ما كانت عليه.
وتشير المعلومات إلى وجود “مجموعات سوداء” تقوم بإدخال عشرات الأشخاص من مختلف المناطق إليها وتوجّههم إما للطلب وبالتالي ارتفاع السعر في السوق، وإما للعرض لتخفيض السعر في السوق.
وعُلم أن السعر المتوقع للدولار في لبنان خلال أيام سيتراوح بين 47,000 و50,000 ليرة، بحسب ما يتم التداول به بين الصرافين.
وقد أعاد رئيس المعهد اللبناني لدراسات السوق الدكتور "باتريك مارديني"، أسباب هذا الواقع اليوم، إلى أسعار الصرف المتعدّدة منذ بداية الأزمة المالية في العام 2019، عندما كان السعر الرسمي 1500 ليرة للدولار مقابل سعرٍ مرتفع في السوق السوداء.
وقال الدكتور "مارديني"، إن كل لبناني اليوم قد تحوّل إلى مضاربٍ في هذه السوق، فاللبنانيون يشترون الدولار على سعر “صيرفة”، ثم يبيعونه وفق سعر السوق السوداء لتحقيق كسبٍ مالي محدود، وبالتالي، يقومون بعملٍ غير مجدي، ويضيّعون وقتهم لتحقيق ربح زهيد بدلاً من القيام بأعمال إنتاجية.
وأضاف: "نراهم يصطفون في طوابير الذلّ أمام المصارف ويضيّعون وقتهم للحصول على الدولارات، من أجل زيادة دخلهم المحدود، وهو ما سوف يزيد من الفجوة المالية في المصارف، ويزيد من الصعوبات أمام عملية استعادة أموال المودعين”.