لبنان يتحول إلى بلد صاحب اقتصاد كاش/ نقدي معزول عن العالم
صرّح الخبير الاقتصادي اللبناني "إيلي يشوعي" أن “لبنان تحول إلى اقتصاد نقدي أي ما يعرف بـ “Cash Economy” وهذا الاقتصاد محدود جداً يقتصر فقط على بعض التبادلات التجارية ويفتقر إلى الاستثمار بسبب غياب وجود المصارف”.
وقال "يشوعي" في حديثه لموقع “ليبانون ديبايت”: “نحن معزولون مالياً عن العالم الخارجي بسبب إفلاسنا السيادي، وهذا يعني غياب الاستثمارات المباشرة الخارجية والاقتراض الخارجي، فلا يتكلم معنا أحد ولذلك الممر الوحيد هو صندوق النقد الذي يجب أن نعبره لنعود إلى الأسواق العالمية والصناديق الدولية والاقتراض”.
وأضاف: “الصادرات لا تتخطى 3 مليارات دولار سنوياً، وصحيح هناك تحويلات للبنانيين من الخارج تقدّر بـ 6 مليارات دولار سنوياً تغذي الاستهلاك ولكن لا تتسبب باستثمارات، بل تُنفق ومن يدخر منها يضعها بآماكن آمنة”.
وتابع: “احتياطات البنك المركزي تكون بالعملة الأجنبية بعد تشجيع الحكومات جذب الاستثمارات الخارجية وهذا من شأنه أن ينتج عنه تصدير، وهو ما يُدخِل العملة الصعبة إلى البلد، وهذه العملة يتم صرفها في المصرف والبنك وعند الصراف”.
وأردف "يشوعي" قائلًا: “عندما لا يكون هناك عملة لبنانية كافية، ترسل العملة الصعبة إلى المصرف ويُطلب التزويد بعملة محلية، وهذا ما يزيد الاحتياطات بالعملة الصعبة بالموجودات، وبالمطلوبات يتم وضع المزيد من العملة في التداول”.
وأكمل: “هذا لم يعد موجوداً في لبنان ونعيش الآن على رصيد احتياطات من دولارات الناس ولا يوجد أكثر من 5 مليارات برأيي، وهذا يعني أن الدولارات المعروضة محدودة الكمية”.
وأشار إلى أنَّه “إذا تدخّل المصرف المركزي بمليار دولار فيمكنه لم 42 تريليون ليرة، أي ما يعادل نصف الكتلة النقدية بالليرة، ولكن لا نعرف كم يمكنه الاستغناء عن هذا المليار”.
ورأى أنَّ “الاقتصاد أصبح معزول ومقفل ومحدود، ويذكرني باقتصاد المقايضة منذ 2000 سنة... هناك كمٌ من الأموال تدور للاستهلاك واللبنانيين الذين بالخارج ينقذوننا من الجوع”.
وختم "يشوعي" بالقول: “لا سقف لسعر صرف الدولار، السيولة ضائعة والأموال مفقودة ولا أحد يسأل عنها والحكومة تريد شطب أموال الناس، لبنان واقع بالتخلف الاقتصادي إلى أدنى الدرجات وفي عزلة تامة سياسياً ومالياً عن العالم الخارجي واللبناني أسقط في العبودية”.