أنباء إيجابية بخصوص أسعار القمح عالميًا... روسيا تضخ كميات كبيرة بالأسواق

يؤكد خبراءٌ ومحللون، أن سعر القمح اللين يتجه نحو الانخفاض في الفترة المقبلة، ما من شأنه أن يخفف العبء عن بلدان عربية تعتبر من أكبر مستوردي تلك السلعة، مثل المغرب ومصر والجزائر ولبنان.

وفي الأسبوع الماضي، انخفض سعر الحبوب من أجل التسليم في مارس/ آذار المقبل إلى 300 يورو للطن الواحد.

الانخفاض ينعكس بوضوح على الأسواق العالمية:

لوحظت ملامح الانخفاض على مستوى السوق الأميركية وسوق "يورونيكست" الأوروبية، وهو ما يؤكده كذلك الخبير الزراعي ومنسق حركة " كامبيسينا العالمية" في شمال أفريقيا "محمد الهاكش"، الذي يلفت إلى أن مستوى العرض في السوق سيساهم في تخفيف فاتورة بلدان عربية مثل مصر والمغرب والجزائر ولبنان التي دأبت على استيراد كميات كبيرة من الحبوب.

ويشرح منسق الحركة التي تدافع عن السيادة الغذائية في البلدان العربية، في تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، أن تدفق القمح الروسي والأوكراني سيساعد أكثر بلدا مثل المغرب على الاستيراد بأسعار مخفضة مقارنة بالأشهر الماضية، علما أن المغرب عمل على تنويع الأسواق التي يستورد منها.

ويرى أن انخفاض فاتورة الواردات يفترض أن يفضي في الأشهر المقبلة إلى تراجع مخصصات دعم الخبز في عدد من البلدان العربية، ما من شأنه أن ينعكس على موازناتها.

ويشدد على أن انخفاض الأسعار يقتضي تكوين مخزون من القمح مع التوجه نحو تغيير السياسات الفلاحية بهدف توجيهها نحو تحقيق السيادة الغذائية، التي تعتمد على الخبز واللحوم والخضر والزيوت، عوض التركيز على الزراعات الموجهة للتصدير.

ويعتبر تجار في سوق الحبوب أن العرض الحالي أعاد السوق إلى المستوى الذي كانت عليه في خريف العام الماضي، مؤكدين أن السوق تتجاهل المخاطر المناخية والجيوسياسية.

وكانت الحرب في أوكرانيا أفضت إلى أزمة تسببت في ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق العالمية، على اعتبار أنها وروسيا تعدان من أكبر مصدري القمح في العالم، بل إن بلدانا عربية ترتهن بشكل كبير إلى هذين البلدين.

ما سبب الانخفاض بعد الحديث عن أزمة حمق حادة قبل أشهر قليلة؟

يُعزى الانخفاض في الأسعار إلى العرض الكبير من الإنتاج الروسي، الذي وصل إلى أكثر 100 مليون طن في العام الحالي، كما يردّ إلى المحصول الذي حققته أستراليا والذي بلغ 36.6 مليون طن.

وفي هذا الصدد، توقع مدير المكتب الروسي للتحاليل "دميتري ريكو"، في تصريحات إعلامية، أن يصل محصول الحبوب الروسي إلى 111 مليون طن، متجاوزا ما راهن عليه المحللون الأوروبيون الذين حصرت توقعاتهم في حدود 95 مليون طن.

ويُردّ انخفاض السعر بالنسبة للقمح كذلك إلى كلفة الشحن التي انخفضت إلى المستوى المسجل قبل الجائحة.

وقد ذكرت الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، أن الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا أفضى إلى السماح بتصدير 14 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ما أتاح خفض أسعار المواد الغذائية العالمية للشهر السابع على التوالي.

وأكدت أن الكميات "كبيرة جدا بالنسبة للسوق"، معتبرة أن "الدول النامية استفادت كثيرا من مبادرة البحر الأسود للحبوب"، مستبعدة الاتهامات التي تقول إن صادرات الحبوب من أوكرانيا تستفيد منها الدول الغنية.