توتال إنرجز تكشف موعد بداية التنقيب عن الغاز في لبنان... لن تنتظر طويلًا

أعلنت شركة "توتال إنرجيز" (TotalEnergies) أنها ستبدأ التنقيب عن الغاز في لبنان، في إطار مشروعها للغاز في الرقعة البحرية رقم 9، بدءًا من العام المقبل.

وأضافت أنها قدمت طلبيات للموردين من أجل المعدات المطلوبة، وأنها ستختار المورد لمنصة حفر جديدة في الربع الأول من العام المقبل على الأرجح.

وتوصلت شركة النفط والغاز الفرنسية -أكتوبر/تشرين الأول الماضي- إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بشأن مصير حقل الغاز، مع دخول اتفاقية حدود بحرية مع إسرائيل حيز التنفيذ.

في معرض حديثه عن الموضوع، قال "باتريك بوياني"، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز: "يجري الآن تعبئة الفرق المسؤولة عن عمليات الحفر في بلوك 9 بالمياه الإقليمية اللبنانية على الحدود مع إسرائيل"، وفق ما نقل بيان للشركة.

وفي لبنان، تُشغل توتال إنرجيز منطقة الاستكشاف 9، وتمتلك 60% من أسهم التطوير، جنبا إلى جنب شريكتها "إيني" (Eni) الإيطالية التي تملك 40% من الأسهم.

وخاض لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة استمرّت عامين بوساطة أميركية بشأن ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعًا.

وشهدت مناطق قبالة الساحل الشرقي للبحر المتوسط اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز خلال العقد الماضي. وازداد الاهتمام بهذه المناطق منذ أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في تعطيل التدفقات.

كيف ومتى يمكن للبنان الاستفادة من ثروته بموجب الاتفاق؟

في معرض حديثه حول الموضوع، يقول الخبير النفطي المهندس "ربيع ياغي"، إن الاستفادة من هذا الاتفاق ستكون على مراحل، ويمكن القول إن المرحلة الأولى انتهت بخلق جو "استثماري" مناسب للشركات، فبعد أن أصبح الخط البحري الفاصل بين لبنان وإسرائيل واضحاً وآمناً، ستتمكن الشركات النفطية من البدء بعملها من دون عوائق وهذا الأمر يعد إيجابياً جداً ويتيح للبنان البدء بممارسة أنشطته البترولية.

ويكشف "ياغي"، في حديثه لوكالة إعلامٍ عربية شهيرة، أن المسح أظهر أن المنطقة الجنوبية التي شملتها التسوية واعدة جداً، مشيراً إلى أن الخطوة المنتظرة الآن هي بدء شركة توتال بأعمال الحفر في البلوك 9 بغرض الاستكشاف، وفي حال كانت النتائج إيجابية سيتم توسيع الحفر لتبدأ بعدها عملية تقدير الكميات الموجودة، ويتم استخراجها في مرحلة لاحقة قد تصل مدتها إلى ثماني سنوات على الأقل.

وبحسب "ياغي" فإنه على اللبنانيين ألا يتوقعوا تحقيق بلادهم لإيرادات من النفط والغاز قبل عام 2030.

من جهته، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور "لويس حبيقة" في حديث للوكالة ذاتها، أن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أراح اللبنانيين من إمكانية نشوب حرب أو نزاع بين الطرفين، مشيراً إلى أن معظم اللبنانيين يسعون إلى العيش بسلام دون حروب.

وبحسب "حبيقة" فإنه ورغم الإيجابية التي جسدها الاتفاق، فإنه من المبكر القول إن الذهب الأسود سيضع حدا لمعاناة اللبنانيين، فلبنان يحتاج إلى ما يزيد على ست سنوات حتى يستفيد من عائدات النفط، وبالتالي فإن ما يحد من معاناة اللبنانيين بشكل سريع، هو وضع حد لحالات الفراغ في البلاد الناتجة عن تعطيل تأليف حكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وخلق جو مناسب للاستثمارات.

ويؤكد ختامًا أن خلافات السياسيين اللبنانيين فيما بينهم، لا تطمئن ولا تشجع المستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار، مشدداً على أن اقتصاد لبنان لا يمكن له الاستمرار على المساعدات وفتات التحويلات كما يحصل حالياً، بل بقدوم رجال أعمال يستثمرون ويؤسسون أعمالاً لهم وذلك لا يحصل حالياً لغياب الاستقرار السياسي.