كيف تحصل نوادي كرة القدم على الأموال الطائلة للتعاقد مع اللاعبين والمدربين؟

ندرك جميعًا أن كرة القدم أصبحت أكثر من مجرد رياضة أو نشاط ترفيهي، فهي إحدى أكثر القطاعات ربحية وتنافسية في عالم المال، حيث ارتفعت قيمة الأندية على مدار 30 عاما مضت، وأصبح رواد أعمال من جميع أنحاء العالم يتطلعون بجد للانخراط في سوق ليست مُشبعة بعد.

ولأن تكاليف تشغيل الأندية باهظة جدا على خط محاولتها تحقيق نتائج على أرض الملعب، تُعد الميزانية أمرا حاسما لنجاح أي ناد على هذا الصعيد.

وهنا يبرز السؤال الحاسم: من أين تحصل أندية كرة القدم على تمويلها وما هي مصادر كسبها وأرباحها؟

فيما يلي يحاول موقع "إنتر برو دوت كوم" iterpro.com المتخصص الإجابة عن هذا السؤال متوقفا عند 4 مصادر اعتبرها أساسية في هذا الصدد:

أولًا: حقوق بث مباريات كرة القدم

يمثل تسويق حقوق البث التلفزيوني أعلى قيمة لحساب الربح والخسارة لأفضل أندية ورابطات كرة القدم الأوروبية.

فمن خلال عملية مناقصة معقدة، يتنافس أصحاب وسائل الإعلام للحصول على حقوق بث مباريات الدوري الأوروبي لكرة القدم ليصبحوا أصحاب حقوق النقل الرسميين.

وتحصل الأندية على جزء من عائدات البث بسبب مشاركتها في المسابقات المحلية والدولية.

وفي دليل واضح على تطور عائدات هذا المورد، بلغت قيمة حقوق البث الدولي للدوري الإنكليزي 40 مليون جنيه إسترليني عام 1992، بينما قُدّرت قيمتها عام 2021 بنحو 3.83 مليارات جنيه.

يذكر أن الحقوق المحلية للدوري الإنكليزي تُطرح في مزاد علني كل 3 سنوات وتُباع في 6 رُزَم مختلفة أغلاها تكلفة هي "سكاي سبورتس" بقيمة 9.3 ملايين جنيه إسترليني لكل لعبة. 

ويتم تقسيم 50% من إيرادات البث في المملكة المتحدة بالتساوي بين 20 فريقا من الدوري الإنكليزي الممتاز، مقابل 25% هي "مدفوعات جدارة" (أموال الجائزة بناء على المركز النهائي في جدول الدوري)، و25% "رسوم مرافق" (الرسوم عن كل مباراة يتم بثها).

ثانيًا: أيام مباريات كرة القدم وحجز التذاكر لحضورها

في عام 1992، شكّل الدخل في يوم المباراة بالمتوسط 43% من إجمالي إيرادات الدوري الإنكليزي الممتاز، ورغم تضاعف دخول يوم المباراة 3 مرات منذ ذلك الحين، فإن حصة يوم المباراة أصبحت الآن في المتوسط 13% فقط.

على سبيل المثال، يُعتقد أن نادي "توتنهام هوتسبير" يدر حوالي 800 ألف جنيه إسترليني لكل مباراة من الأطعمة والمشروبات التي تُباع في ملعبه الجديد، بينما يدر "أرسنال" نحو 25% من إجمالي دخله في أيام المباريات. كما تربح 8 فرق في الدوري الإنكليزي الممتاز مليون جنيه إسترليني في يوم المباراة.

ثالثًا: الدعايات والتسويق في عالم كرة القدم

المقصود بها الدخل الذي تحصل عليه الأندية من رعاتها، وكذلك الأنشطة التجارية الأخرى مثل الجولات والمباريات الودية. وتشمل الإيرادات التجارية البيع بالتجزئة والترويج وأي دخل ناتج عن علامات تجارية تابعة لجهات خارجية.

الفرق الأكثر نجاحا مع قاعدة جماهيرية كبيرة قادرة على تحقيق ما بين 30% و50% من إيراداتها من التسويق وتحويل نفسها حرفيا إلى "شركات ترفيه عالمية".

رابعًا: سوق انتقالات لاعبي كرة القدم

ربما يكون المؤشر الأكثر انتشارا للمبالغ الجنونية في كرة القدم هو قيمة صفقات الانتقال المبلغ عنها المدفوعة للاعبي النخبة. وتستمر قيمة هذه الصفقات في الارتفاع بمرور السنين، وهي سبب رئيسي لوجود دعوات لاتخاذ تدابير مالية أكثر صرامة لمنع السوق من "الانفجار".

مثلا، في عام 1975، كان انتقال "جوزيبي سافولدي" من "بولونيا" إلى "نابولي" أول صفقة تبلغ قيمتها مليون جنيه إسترليني، لكن مع وصول المزيد من الأموال إلى اللعبة في التسعينيات، بدأت بدلات الانتقال ترتفع، فحطّم "نيوكاسل" الرقم القياسي في الانتقالات عام 1996 لجلب آلان شيرر مقابل 15 مليون جنيه إسترليني.

وكان انتقال زين الدين زيدان إلى "ريال مدريد" عام 2001 مقابل 46.6 مليون جنيه إسترليني بمثابة الرقم القياسي لمدة 8 سنوات، قبل أن يحطم "ريال مدريد" نفسه هذا الرقم مرتين في صيف 2009، بضم كاكا ثم كريستيانو رونالدو.

وبعد 8 سنوات فقط، كان سجل رسوم الانتقال أكثر من الضعف مجددا، مع انتقال نيمار مقابل 198 مليون جنيه إسترليني من "برشلونة" إلى "باريس سان جيرمان". وطبعا، مع زيادة قيم الانتقالات، تزداد قيمة الأندية لأن أصولها تصبح أكثر قيمة.