الحكومة السورية تهدد من يشتري محروقات السوق السوداء وتعجز عن تأمين البديل
حذَّرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الجمعة، كل منشأة أو فعالية تستجر مشتقات نفطية من السوق السوداء، ولا تبلغ عن البائع، واعتبرت المنشأة شريكاً في الاتجار غير المشروع بالمشتقات النفطية، ويطبق عليها المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2021.
وبعد أن أثار هذا التعميم جدلًا كبيرًا، عادت لتوضح عبر صفحتها على فيسبوك أن التحذير موجه للفعاليات وليس للأشخاص، وأن العقوبة تقع على من يقوم بالاتجار بالمشتقات النفطية السورية وليس المشتقات القادمة عبر الحدود فهي لا تقع تحت صلاحية الوزارة، بل تتعلق بالجمارك حسب تعبيرها.
الصناعي السوري في خانة اليك:
التقت صحيفة "الوطن" المحلية مع عدد من الصناعيين للاستفسار عن تبعات الخبر وأسبابه، فكان رد الصناعية "فاطمة بالوش"، وهي صاحبة معمل تصنيع مواد تجميل، أن مخصصات المحروقات للمعامل متوقفة منذ أشهر، مما اضطرهم للتوجه للسوق السوداء في الفترة الأخيرة. وفي حين أن بعض المعامل الصغيرة التي تصنع جزئيات غير ضرورية تقوم بالعمل على قدر كمية المشتقات النفطية المتوافرة، فإن المعامل الكبيرة التي تصنع مواد أساسية وتخدم صناعات أخرى لا تستطيع التوقف عن العمل وانتظار المشتقات النظامية.
أما الصناعي "فواز عجوز"، فأكد استحالة استمرار العمل في ظل توقف توريد المشتقات النفطية، مشيرًا إلى عدم إعطاء الصناعيين مخصصاتهم منذ أشهر، أما من يبيع مخصصاته الشخصية من مازوت التدفئة فبسبب ضعف الوضع المعيشي وحاجة المنشأة له.
وأشار "عجوز" إلى أن الصناعيين لا يدافعون عن المهربين ومستعدون للعمل بحسب كميات المشتقات التي تقدمها الدولة، ولكن توقف تأمين المشتقات بشكل كامل من قبل الدولة يحتم عليهم القبول بأي حلول مطروحة بهدف استمرار الإنتاج.
وأكد رفضه لمن يقوم بسرقة مخصصات المشافي أو الأفران، معتبرًا أنه في هذه الحالة لا تقع المسؤولية على أصحاب المعامل وإنما يجب محاسبة من يقوم بالسرقة والتلاعب بقوت المواطن.
وعن تعقيب وزارة التجارة بأنها تلاحق من يقوم بشراء مازوت سوري ولا شأن لها بالمشتقات القادمة عبر الحدود، تساءل "عجوز" عن الطريقة التي يمكن للصناعي فيها التأكد من منشأ المشتقات النفطية المباعة بالسوق السوداء. إذ قال: "كيف للصناعي أن يعلم من أين أتت وإن كانت سورية أو قادمة عبر الحدود؟ فنحن هنا نسأل إما مهرب أو سارق وبالحالتين إجاباتهم غير موثوقة".
وأبدى "عجوز" تخوفه مما قد يتبع هذا القرار من رفع أسعار المشتقات النفطية في حال توافرها.