إيقاف بيع الذهب في سوريا من طرف العديد من الصاغة بسبب تسعيرة الجمعية غير العادلة
يدور الحديث في سوريا في مناطق مختلفة ومن مصادر متعددة، بخصوص إحجام الصاغة مؤخرًا عن بيع الذهب بكافة أنواعه (كانوا قد تركوا بيع الأونصات والليرات أساسًا)، لا سيما في أسواق دمشق.
يحدث ذلك في خطوة طارئة لم تسجل من قبل في تاريخ أسواق الذهب السورية، وهي مسألة قد تكون ناجمة، كما أكدت صحيفة "الثورة" الحكومية، عن ارتفاع السعر وانخفاض قدرة الناس الشرائية، إلا أن الصاغة الذين تحدثت إليهم الصحيفة كان لهم رأي آخر في المسألة.
ما يضرب تجارة الذهب في سوريا ليس ارتفاع السعر بل انخفاض التسعيرة:
على عكس الادعاءات المتعلقة بأن تجار الذهب يغلقون ويحجمون عن البيع بسبب الغلاء وضعف الطلب، بيّن الصاغة للصحيفة الحكومية، أن عزوفهم عن البيع ناجم عن التسعيرة الرسمية، فارتفاع السعر لم يكن السبب بل تحديده بمقدار لا يتناسب مع السعر الحقيقي.
ولفت الصاغة إلى أن تسعيرة اليوم على سبيل المثال والبالغة 281 ألف ليرة لا تعبّر عن السعر الحقيقي للغرام، إذ إن السعر الحقيقي للغرام لا يقل عن 305 آلاف ليرة، أي أن التسعيرة النظامية الصادرة تقل عن السعر الحقيقي بنحو 24 ألف ليرة. معتبرين أن هذا يسبب خسارة ضخمة لكل صائغ وبائع ذهب إن أراد البيع.
واعتبر الصاغة أن الخسارة تقع نتيجة تعويض الذهب، لجهة أن كل صائغ وبائع ذهب يبادر وفور بيعه لأي قطعة إلى شراء كمية من الذهب تعادل المباع وزنا وعيارا، وعليه يخسر الصائغ الفارق بين بيعه بالسعر المقرر رسميا وشرائه التعويض بالسعر الفعلي، ما يعني خسارة 24 ألف ليرة في كل غرام.
ويرى تجار الذهب أن الحل الامثل هو بيع المعدن الثمين بالسعر الحقيقي له دون تخفيض وذلك حرصا على استمرار المهنة ناهيك عن الحفاظ على كميات الذهب من التسرّب إلى الخارج.
تعليق رئيس جمعية الصاغة بخصوص القضية:
قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الحرفية للصاغة "غسان جزماتي"، في تصريح أدلاه لصحيفة "الثورة"، إن سعر غرام الذهب ارتفع بين الأسبوع الماضي واليوم بمقدار 15 ألف ليرة، مبينا أن سعر اليوم حددته النشرة بمقدار 281 ألف ليرة في حين كان يوم السبت الفائت 266 ألف ليرة.
واعتبر أن السبب الرئيسي للارتفاع هو سعر الأونصة في البورصات العالمية والتي ارتفعت بمقدار 50 دولارا انطلاقا من 1750 دولاراً الأسبوع الماضي وصولا إلى 1800 دولار اليوم ما تسبب بارتفاع سعر الغرام إلى جانب أسباب أخرى باتت معروفة للجميع.