توربينات طاقة الرياح الصينية تستعد لغزو العالم بأسعار مغرية جدًا ومنافسة
تفرض الصين نفسها كمنافس قوي ومزعج في مجال معدات طاقة الرياح، لتخوض بذلك حرب الأسعار مع منافسيها بدمٍ بارد؛ ففي ظل الخسائر المتزايدة لكبرى الشركات في أوروبا، يستعد صانعو توربينات الرياح الصينيون لتعزيز الصادرات في العام المقبل، من خلال خفض الأسعار وزيادة الكفاءة.
تأسيسًا على ذلك، ستنخفض أسعار التصدير بنسبة 15% إلى 20% لكل كيلوواط من السعة في عام 2023، وفقًا لشركة "شيجيانغ ويندي"، وهي إحدى أكبر 4 شركات لتصنيع التوربينات في الصين، إذ تصبح الوحدات الأحدث أكثر كفاءة، اعتمادًا على التقدم التكنولوجي.
في السياق ذاته/ توقّع "يو يونغ"، المدير العام لقسم الأعمال الخارجية لشركة "شيجيانغ ويندي" أن "تستمر الميزة السعرية لصانعي التوربينات الصينيين في التوسع، العامين المقبلين،" وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت الشركات الصينية إطلاق نماذج جديدة من توربينات الرياح البحرية العملاقة تبلغ قدرتها 16 ميغاواط، وتتميز بوزنها الخفيف نسبيًا وبأطول قُطْر دافع في العالم يصل إلى 252 مترًا، حسبما نشرت صحيفة الشعب اليومية الصينية.
الصين تعزف على وتر الأسعار جيدًا... أسعار رخيصة وتنخفض باستمرار:
وسط المنافسة الشرسة في السوق المجزّأة للغاية، التي بدأت في الإضرار بالأرباح، انخفضت أسعار توربينات الرياح في الصين بشكل حادّ، حسبما أوردت وكالة بلومبيرغ في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.
وشهدت الأسعار تراجعًا قياسيًا في النصف الأول، مسجلةً انخفاضًا بنسبة 42% على مدار عامين، وفقًا لـ "مؤسسة بلومبيرغ لتمويل الطاقة المتجددة" (بي إن إي إف)، التي أفادت أن الشركات الصينية صدّرت 1.6 غيغاواط من توربينات الرياح العام الماضي، بزيادة 60% عن عام 2020.
يأتي ذلك على الرغم من أن هذا مجرد جزء صغير من التركيبات المحلية، التي بلغت 21 غيغاواط حتى الآن هذا العام.
بالمقابل، نرى أنه في بقية أنحاء العالم قد ارتفعت أسعار توربينات الرياح بنسبة 18% خلال تلك المدة؛ بسبب ارتفاع تكاليف السلع والشحن.
حرب الأسعار تخلق مخاوف بخصوص الجودة:
تبيع الصين كميات إضافية من التوربينات في الخارج، خصوصًا في جنوب شرق آسيا، على الرغم من الفوز ببعض العقود لمشروعات بحريّة في أوروبا واليابان.
ويرى المحللون أن انخفاض أسعار توربينات الرياح في الصين أثار مخاوف داخل الصناعة من أن الجودة يمكن أن تتضرر.
وقال "لي سيشنغ" المدير العام في مجموعة "باور تشاينا إنترناشونال غروب"، القسم الخارجي لأكبر شركة لبناء محطات الطاقة في الصين: إن حرب الأسعار "ليست مستدامة على المدى الطويل".
وأضاف: "يجب أن نضع السلامة والجودة والتكنولوجيا أولًا"، مشيرًا إلى أنه "إذا واصلنا خوض حرب الأسعار، فلن يؤدي ذلك إلّا إلى فوضى في السوق، وعندها ستكون النتائج صعبة على الجميع".