كشف وإحباط أكبر عملية احتيال في التاريخ من حيث عدد الضحايا في بريطانيا
أعلنت الشرطة البريطانية عن إلقاء القبض على عدد من المحتالين، على إثر فضح أكبر عملية احتيال من حيث عدد الضحايا تاريخيا، إذ بلغ عدد المتضررين 70 ألف شخصًا.
وفي هذا الصدد، قال مفوض شرطة العاصمة البريطانية لندن، السير مارك رولي: "إذا تلقيت رسالة نصية من سكوتلاند يارد خلال الـ 24 ساعة القادمة - فقد كنت ضحية للاحتيال".
ملاحظة: سكوتلاند يارد أسماء للمقر الرئيسي لدائرة شرطة العاصمة، وهي قوة شرطة إقليمية مسؤولة عن حفظ الأمن في جميع أنحاء لندن باستثناء الجزء الداخلي.
بناءً على ذلك، من المقرر أن تتصل سكوتلاند يارد بـ 70 ألف شخصًا بعد أن أدت أكبر عملية احتيال في المملكة المتحدة على الإطلاق إلى إسقاط موقع ينتحل أرقام هواتف البنوك وبعض الهيئات، استخدمه المجرمون لخداع آلاف الضحايا.
تفاصيل أكبر عملية احتيال من حيث عدد الضحايا بالتاريخ:
بدأ الأمر من موقع ispoof.cc، وهو موقع إلكتروني وصفته الشرطة بأنه متجر كامل متخصص ببيع أدوات ووسائل الاحتيال عبر الإنترنت.
وكان أعضاء هيئات إنفاذ القانون البريطانية جزءاً من عملية عالمية لإسقاط هذا الموقع الخريط، إذ عملوا مع السلطات الهولندية وتمكنوا من اختراق خوادم الموقع في هولندا للاستماع سراً إلى المكالمات الهاتفية، وفقاً لما ذكرته مواقع وصحف غربية.
ولوحظ أن المجرمون من مستخدمي الموقع قد اكتشفوا وجوده من الإعلانات المنشورة على القنوات على تطبيق المراسلة المشفر تليجرام، واستطاعوا شراء تكنولوجيا سمحت لهم بإخفاء أرقام هواتفهم، لتنفيذ عمليات احتيال على نطاق واسع.
وكمثال لإيضاح مدى خطورة شبكات الاحتيال المرتبطة بالموقع، فقد خسرت إحدى الضحايا 3 ملايين جنيه إسترليني، فيما كان متوسط الخسارة بين 4785 شخصاً أبلغوا عن استهدافهم بالاحتيال هو 10,000 جنيه إسترليني.
عمل على مستوى عالمي:
كان الموقع يعمل على مستوى عالمي، فمن بين 10 ملايين مكالمة احتيالية تم إجراؤها، كان 40% منها في الولايات المتحدة، و35% في المملكة المتحدة، والباقي منتشر في عدد من البلدان.
وحتى الآن تم إلقاء القبض على 120 شخصاً - 103 في لندن و17 خارج العاصمة.
ومن بين هؤلاء مدير الموقع المزعوم "تيغاي فليتشر"، البالغ من العمر 35 عاماً، الذي ألقي القبض عليه في شرق لندن في وقت سابق من هذا الشهر ويواجه تهماً جنائية.
وقالت الشرطة إن "فليتشر"، الذي يُزعم أنه عضو في جماعة إجرامية منظمة، يعيش أسلوب حياة "مترف".
وحقق الموقع أكثر من 3 ملايين جنيه إسترليني ربحاً من بيع هذه التكنولوجيا الخبيثة.
يذكر أنه تم إنشاء موقع Ispoof في ديسمبر/ كانون الأول 2020 ووصل عدد مستخدمي الموقع في ذروته لـ 59,000 مستخدمًا، ودفعوا بالعملة المشفرة بيتكوين مقابل البرنامج الإجرامي لإخفاء الهوية، مع رسوم تتراوح من 150 جنيهاً إسترلينياً إلى 5000 جنيه إسترليني شهرياً.
وقد بدأت شرطة المملكة المتحدة التحقيق في الموقع في يونيو/ حزيران 2021، واختارت ispoof كأكبر موقع إجرامي موجود في البلاد.
وقالت مديرة المباحث "هيلين رانس"، التي تقود التحقيق في الجرائم الإلكترونية: "رسالتنا إلى المجرمين الذين استخدموا هذا الموقع هي أن لدينا التفاصيل الخاصة بك ونعمل بجد لتحديد مكانك، أينما كنت".