أسعار بنزين السوق السوداء تشتعل في سوريا بعد خفض المخصصات المدعومة
تناولت تصريحاتٌ لمسؤولين في عدة محافظات سوريا، أخبارًا مفادها أنه تم تخفيض مخصصات البنزين والمازوت بنسبة 50%، الأمر الذي انعكس مباشرةً على أسعار المحروقات بالسوق السوداء على مبدأ العرض والطلب.
وقد سجلت عموم المحافظات السورية التي شملها قرار التخفيض ارتفاعاتٍ كبيرة ومتفاوتة في أسعار البنزين، ففي محافظة السويداء على سبيل المثال، وصل سعر ليتر البنزين إلى نحو 10 آلاف ليرة سورية.
وهذا ما يؤكده موقع "السويداء 24"، الذي أشار إلى أن البنزين "ينتشر بوفرة على جوانب الطرق ضمن بسطات غير نظامية، رغم الشحّ الشديد الذي تشهده محطات تعبئة الوقود نتيجة أسباب عدة، على رأسها الفساد في شركة المحروقات ومحطات التوزيع إضافة إلى بيع بعض المواطنين لمخصصاتهم".
وأوضح أن المقتدرين مادياً أُجبروا على شراء البنزين من السوق السوداء، "وكذلك سائقي سيارات الأجرة الذين انخفضت مخصصاتهم".
وأضاف أن "ارتفاع سعر المادة والتأخير في وصول المخصصات، تسبب في توقف الكثير من المواطنين عن استخدام سياراتهم، خاصة الموظفين، إذ لا تكفي رواتبهم الشهرية لتعبئة خزان الوقود مرة واحدة في الشهر".
ونقل الموقع عن موظف في "شركة الاتصالات" الحكومية أنه لم يعد يستخدم سيارته للذهاب إلى الوظيفة منذ أكثر من سنة، وبات يستخدم وسائل النقل الداخلي، التي تعاني أيضاً من أزمة خانقة، من جراء نقص المخصصات.
وقال الموظف إن "هذه الأزمة ستشل البلد إذا استمر الوضع على حاله، وسيصبح من الصعب وصول الموظفين إلى أماكن عملهم، والطلاب إلى مدارسهم".
وكشف أن أجرة ركوب الشخص الواحد في سيارة الأجرة (التاكسي- سرفيس)، من مدينة شهبا إلى مدينة السويداء (مسافة لا تتجاوز 20 كيلومتراً)، هي 5 آلاف ليرة سورية في حال عدم توفّر وسائط النقل، لافتاً إلى أن هذا المبلغ "كبير جداً قياساً بالدخل والرواتب، ويمثل مشكلة كبيرة ويجعل التنقل أمراً بالغ الصعوبة".
ويذكر أن تقارير صحفية محلية كشفت عن استقالة عشرات الموظفين، بسبب أزمة المواصلات، إذ بات الراتب الشهري لا يكفي للوصول إلى الوظيفة.
وتشهد محافظة السويداء منذ أكثر من ثلاثة أشهر أزمة نقل خانقة بسبب نقص مخصصات الوقود وعدم توفيرها من قبل الحكومة. حيث حذر رئيس نقابة عمال النقل في اتحاد عمال السويداء "سليم العربيد" في شباط الماضي من أنه إذا لم تُحل إشكالية المخصصات، فإن قضية النقل على كل الخطوط ستشهد تفاقماً في القادم من الأيام. مشيراً إلى توقف 90 في المئة من الآليات عن العمل في فترة الذروة بالمحافظة.