أهالي لبنان يتوجهون لبديل أرخص من المولدات لتأمين الطاقة الكهربائية

يتحضر أهالي لبنان لعودة زمن البطارية والـ UPS مجددًا، والأخير هو جهاز التزويد المستمر للطاقة. فكٌثر من الناس ينتظرون عودة تغذية مؤسسة كهرباء لبنان لمدّة 10 ساعات يومياً لتشغيل نظام التغذية الرديفة، والاستغناء عن كهرباء الاشتراك والمولدات التي أثقلت كاهلهم بمصاريف ضخمة.

وما يُخشى حاليًا هو أن يدخل قطاع بيع البطارية والـ UPS على خط ارتفاع الأسعار، فيتضاعف ثمنه ثلاث وأربع مرات، وهو أمر تتوقّعه المواطنة "جمال يونس". غير أنّها تؤكد استعدادها لشرائهما ما سيخفّف كلفة الفاتورة الشهرية بمعدّل النصف إن لم نقل أقلّ.

وتقول "يونس" التي أرهقتها فاتورة الاشتراك وقد لامست عتبة الثلاثة ملايين شهرية، إن كهرباء الدولة مع نظام التزويد المستمرّ سيكون كافياً، مستذكرة زمن الماضي قبل وصول اشتراكات المولّدات إلى المنازل، حينها كانت هذه الأنظمة هي الحاضرة كبديل عن التيار الكهربائي. واليوم في خضمّ الأزمة، فإن عودته باتت أمراً متوقّعاً.

قطاع بيع البطاريات في لبنان ينتعش:

أنعشت خطة الدولة بتأمين الكهرباء 10 ساعات يومياً، قطاع بيع البطاريات وأنظمة التزويد المستمرة، بعد أفول نجمه لسنوات طويلة، فمعظم العاملين في هذا القطاع بدأوا يعدّون العدّة، من تخزين البطاريات والأنظمة وكل المستلزمات التابعة لهما، فنقطة الصفر اقتربت، لا سيّما بعد تزايد الطلب عليها.

وراح المواطن "أحمد عيسى" يبحث عن بطارية وups، فهو يريد أن تكون كلّ العدة جاهزة قبل إلغاء الاشتراك، ويأمل في أن يكون وعد الدولة صادقاً هذه المرة، فكلّ الوعود السابقة باءت بالفشل.

وما يطمح إليه هو أن يتخلّص من عبء فاتورة الاشتراك، ومن تلاعب أصحاب الاشتراكات بجيوب الناس.

وإلى جانب البطارية، جهّز مولّداً كهربائياً صغيراً كان قد احتفظ به منذ ما قبل عصر الاشتراك، واليوم آن اوانه. وبرأيه، فإنّ الفاتورة الرسمية الصادرة عن مؤسسة كهربا لبنان لن تكون بحجم فاتورة الاشتراك بل أقلّ بالنصف تقريباً "وهو أمر نتحمّله، عكس اليوم".

في الاتجاه المقابل، لا ينكر "أبو نمر" ارتفاع نسبة الطلب على شراء البطاريات والـ UPS، وهو يعمل في هذا القطاع منذ زمن، ويؤكد أنّ شريحة كبيرة من الأهالي بدأت الاستعداد لشراء هذه المعدات "لأنّها ستكون البديل الأرخص، فالبطارية والـ ups يوفّران كهرباء 24 إلى 48 ساعة، ويمكّنان المواطن من إضاءة الغرف وتشغيل التلفزيون وجهاز توليد الانترنت، وهذا كل ما يحتاجه. أمّا باقي الادوات الكهربائية فيمكنها انتظار التيار الكهربائي".

سوق سوداء جديدة قد تولد:

ما يخشاه "أبو نمر" وباقي اللبنانيين أيضًا، هو ارتفاع الأسعار مع ارتفاع الطلب عليها، "فالبطارية 24 فولت سعرها 220 دولاراً، أما الـ UPS فسعره 100 دولار".

ويقول: "هناك نوعان من الـ ups الأجنبي والتصنيع المحلي وهو أرخص بكثير، والناس تلجأ للوطني".

ولأنّ في كل أزمة سوقاً سوداء، يخشى المواطنون اليوم أن يستغلّ التجار إقبالهم على شراء البطاريات فيرفعون أسعارها، على ما يقول "حسن إبراهيم"، مبدياً خوفه من دخول هذا القطاع السوق السوداء، فتصبح البطارية بـ 300 وأكثر. إذ عادة ما يلجأ التجار إلى توسيع هامش الأرباح، ولو على حساب الناس.

بالمحصّلة، فإن الجواب على كافة تساؤلات الأهالي في لبنان بخصوص قطاع الكهرباء وما يترتب عليه، سيظهر حكماً بداية الشهر المقبل مع دخول التسعيرة الجديدة لمؤسسة كهرباء لبنان، حيّز التنفيذ.