ظاهرة الهجرة في لبنان تتفاقم بالتدريج... الخروج من البلد حلم الجميع
تتزايد أعداد اللبنانيين المهاجرين والمغادرين، سعياً لتحسين ظروف حياتهم الصعبة، أو للحصول على فرصة عمل أصبحت مستحيلة في وطنهم، وذلك في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية لدى أكثريتهم نتيجة انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل العملات الأجنبية، ونتيجة ارتفاع نسبة البطالة التي تقدر بـ 38%، بحسب ما أشار إليه تقرير لـ “الدولية للمعلومات".
وجاء في التقرير أن عدد المهاجرين والمغادرين وصل "منذ بداية العام 2022 وحتّى منتصف شهر أكتوبر 2022 إلى 42,199 شخصاً مقارنة بـ 65,172 شخصاً للفترة عينها من العام 2021، أما في الفترة ما بين 1992- 2022، حتّى منتصف شهر أكتوبر، فوصل العدد إلى 815,410 أشخاص، أي بمتوسط سنوي 27,180 شخصاً".
أرقام الهجرة تتحدث عن الموقف الحالي في لبنان:
كشف تقرير "الدولية للمعلومات" أن 257,852 شخصاً غادر لبنان خلال الأعوام 2017- 2022، أما العدد الأكبر سنويّاً خلال هذه الفترة فكان في العام 2021، إذ بلغ 79,134، يليه 67,884 شخصاً في العام 2011.
وكان لافتاً أن نحو 100 ألف شخصٍ غادروا خلال الأعوام الثلاثة 1992-1994 التي تلت انتهاء الحرب، وكذلك سجّل العدد ارتفاعاً، ووصل إلى 205,237 شخصاً في الأعوام 2011- 2015.
أمّا في العامين 2005- 2006، اللذين شهدا اغتيال الرئيس "رفيق الحريري" وحرب تموز، فقد بلغ العدد بحسب "الدولية للمعلومات" نحو 45 ألفاً، "أي أنه لم يكن مرتفعاً قياساً بالظروف العسكرية التي شهدها لبنان، في حين وجدنا الارتفاع في السنوات المستقرة أمنيّاً والمتراجعة اقتصادياً واجتماعياً، لذا يمكننا التأكيد أن السبب الأساسي للهجرة هو السبب الاقتصادي والحياتي".
خصوصًا فئة الشباب... الأغلبية راغبة بالهجرة:
وعن الرغبة في الهجرة، أظهر مسح أجرته إدارة الإحصاء المركزي، بدعم مالي ومساعدة فني من منظمة العمل الدولية، نشرت نتائجه في شهر مايو/ أيار الماضي، أنه "عند سؤال المقيمين في لبنان بعمر 15 سنة وما فوق عن ذلك، أبدى أكثر من نصفهم 52% رغبته بالهجرة من لبنان. أما حسب الفئات العمرية فكانت الرغبة بالهجرة أكثر لدى الفئات الشابة 69% ممن هم بعمر 15-24 سنة و66 % ممن هم بعمر 25-44 سنة، مقابل 10 % فقط لدى المسنين بعمر 65 سنة وأكثر".
و"عند السؤال عما إذا كانوا قد باشروا بمعاملات الهجرة، تبين أن 7% من الأفراد المقيمين في لبنان بعمر 15 سنة وما فوق الذين أبدوا الرغبة في الهجرة قد باشروا فعلياً بمعاملات الهجرة، وقد صرحت أكثرية هؤلاء 5.88% أن سبب الهجرة هو الوضع الاقتصادي الحالي في لبنان".
إلى أين يهاجر أهل لبنان؟
الوجهة الرئيسية للبنانيين هي دول الخليج وأميركا وأوروبا وكندا وأستراليا، كما أن مصر وتركيا وقبرص عادت لتكون من ضمن الدول التي يقصدها اللبنانيون لبناء مستقبلهم بعد تعذّر ذلك في وطنهم نتيجة الانهيار الاقتصادي وعدم قيام الطبقة الحاكمة بواجبها، لا سيما الإصلاحات التي يطالب بها الشعب اللبناني كما تطالب بها الدول الصديقة للبنان والمؤسسات الدولية من أجل مدّ يد العون له.
ووفقاً لمسح إدارة الإحصاء المركزي، ارتفع معدل البطالة في لبنان من 11.4% في فترة 2018-2019 إلى 29.6% في يناير/ كانون الثاني 2022، مما يشير إلى أن ما يقارب ثلث القوى العاملة الناشطة كانت عاطلة عن العمل في يناير 2022.
واستنادا لنتائج المسح، فإن العمالة غير المنظمة، وهي العمالة التي لا تغطيها بشكل كاف الترتيبات الرسمية والنظم للحماية، تمثل الآن أكثر من 60% من مجموع العمالة في لبنان.