أسعار اللحوم الحمراء ثابتة منذ كان الدولار 4500 ليرة... مسؤول يعتبره أمرًا خطيرًا

صرّح رئيس جمعية اللحامين بدمشق "أدمون قطيش"، أن أسعار اللحوم الحمراء في سوريا لم تشهد أي ارتفاعٍ منذ شهرين، الأمر الذي يعتبر "غير مبشر".

ونقلت صحيفة "الوطن" عن قطيش قوله إن أسعار اللحوم الحمراء لم تشهد أي تغييرات سعرية خلال الشهرين الماضيين، وبقيت على حالها نتيجة قلة الطلب وقلة العرض.

لماذا يعتبر ثبات أسعار اللحوم في سوريا أمرًا ضارًا؟

اعتبر "قطيش" أن عدم ارتفاع السعر يعتبر أمراً غير مبشر، وأدى إلى قيام العديد من المربين بذبح الخراف والنعاج التي يقومون بتربيتها، لعدم قدرتهم على دفع ثمن الأعلاف اللازم للتربية، والذي وصل لأرقام كبيرة في السوق وبالتالي خروج مربين جدد من التربية.

ووفقاً لرئيس "جمعية اللحامين" يبلغ سعر كيلو الخروف الحي اليوم 15 ألف ليرة، وسعر كيلو العجل 13 ألف ليرة، في حين يبلغ عدد الذبائح حوالي 2700 ذبيحة من الخراف، 1500 ذبيحة منها تذبح يومياً في المسلخ الفني في دمشق، وحوالي 1200 ذبيحة يتم ذبحها في السوق.

بينما يباع كيلو لحم العجل في السوق، بسعر 35 ألف ليرة، وكيلو لحم الغنم بين 45-50 ألف ليرة، ويبلغ سعر كيلو الدهنة 25 ألف ليرة، بينما وصل سعر كيلو شرحات العجل إلى 50 ألف ليرة.

مشاكل الثروة الحيوانية في سوريا:

أدى غلاء أسعار الأعلاف، خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى تدهور الثروة الحيوانية في سورية، بعد أن ساهمت سنوات الحرب الممتدة منذ 11 عاماً، بتقليل عدد القطعان، ليأتي قرار الحكومة أخيراً بالسماح بتصدير الأغنام، فصلاً مكملا لتهاوي تلك الثروة.

وفي هذا السياق، يقول المهندس الزراعي "يحيى تناري"، إن تنوع طبيعة سوريا كانت مناخاً ملائماً لتربية الأغنام والماعز على وجه التحديد، وكانت اللحوم السورية الأكثر طلباً والأغلى سعراً بالمنطقة، لكن ما وصفها بـ "سياسة التهديم" التي اتبعتها الحكومة، طالت الثروة الحيوانية وهبطت بأعداد القطعان بنسب كبيرة.

ويضيف تناري لصحيفة "العربي الجديد" أن اللهاث وراء دولار التصدير وانسحاب الحكومة من دعم المربين وخاصة فيما يتعلق بالأعلاف والقروض، من أسباب تراجع عديد القطعان، إذ تعدى عدد الأبقار في سورية 1.2 مليون رأس عام 2011 في حين لا يزيد اليوم عن 700 ألف رأس.

ويشكك في بيانات وزارة الزراعة التي تقول إنها تبلغ 800 ألف رأس، لأن ارتفاع أسعار الأعلاف دفع بكثير من المربين لبيع بعض أبقارهم للذبح ليستمروا في تربية القسم الآخر.

كما تراجع عدد الأغنام في سورية من نحو 18 مليون رأس إلى نحو 13 مليوناً، كما تم إغلاق أكثر من 70% من المزارع.