الفيدرالي يناقض نفسه... تصريح جديد ينعش الدولار ويزعزع أسعار الذهب والنفط

بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية للذهب والهبوط اللافت للدولار في نهاية الأسبوع الماضي، عقب مفاجأة بيانات التضخم التي ابتهجت بها الأسواق، عادت الموازين هذا الأسبوع للانقلاب مجددًا.

ويبدو أن تصريحات الفيدرالي بشأن مبالغة الأسواق في ردة فعلها حول بيانات التضخم، وأن الطريق لا يزال طويلًا حتى يمكن التخلي عن التشدد في رفع الفائدة، أعادت الأمل من جديد للدولار.

هبوط الذهب:

انخفض الذهب خلال بداية تعاملات اليوم الاثنين ومع افتتاح الأسواق لهذا الأسبوع، بأكثر من 11 دولار، أو ما يعادل 0.7% نزولا إلى مستويات 1757.99 دولار للأونصة.

وفي المقابل تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال نفس الوقت بأكثر من 6 دولارات، أو ما يعادل 0.4% نزولاً إلى مستويات 1761 دولار للأونصة.

وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت في نهاية تعاملات يوم الجمعة مع تراجع العملة الأميركية، لتحقق مكاسب أسبوعية تقارب 93 دولارًا للأونصة.

يأتي ذلك بعد أن عزّزت البيانات الأميركية التي تشير إلى تباطؤ التضخم الآمال في أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبطئ زياداته الكبيرة في أسعار الفائدة.

صعود الدولار:

على الجانب الآخر من تراجعات الذهب جاءت ارتفاعات الدولار، حيث قفز مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية في حدود 0.7 وصولا إلى مستويات قرب الـ 107 نقطة.

ومرة أخرى ارتد عائد السندات للأعلى، ليرتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات 0.077 نقطة، ارتفاعًا إلى مستويات 3.89% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين.

في المقابل، تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسة في نهاية تعاملات الجمعة بنحو 1.6%، مسجلًا 106.449 نقطة، ليقترب من أكبر انخفاض أسبوعي له منذ مارس/ آذار 2020.

النفط الآن:

انخفضت أسعار النفط الأمريكي خام غرب تكساس خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين، في حدود 1%، نزولا إلى مستويات قرب لـ 88.1 دولار أو ما يعادل 0.9 دولار للبرميل.

وتراجع خام برنت القياسي في حدود 0.9% نزولا إلى مستويات قرب لـ 95.2 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.8 دولار خلال الفترة ذاتها من تعاملات اليوم.

الفيدرالي المتناقض:

قال حاكم الاحتياطي الفيدرالي "كريستوفر والر"، إن الأسواق المالية تبدو وكأنها بالغت في رد فعلها تجاه بيانات تضخم لشهر أكتوبر/ تشرين الأول، والتي جاءت أضعف من المتوقع الأسبوع الماضي.

وقال "والر" من بنك الاحتياطي الفيدرالي إن: "أمامنا طريق طويل نقطعه فيما يتعلق برفع الفائدة".

وشدد محافظ الاحتياطي الفيدرالي على أن أسعار الفائدة "يجب أن ترتفع وأن تظل مرتفعة"، بينما وصف مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر/ تشرين الأول بأنه مجرد "نقطة بيانات واحدة".

وقال "والر" صراحةً إن "أسوأ شيئًا" يمكن أن يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي هو التوقف عن رفع أسعار الفائدة. وأضاف أن معدل التضخم 7.7 في المائة الذي شهدناه في أكتوبر "يعد كبيرًا".

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أشار في اجتماعه الأخير في وقت سابق من هذا الشهر إلى أنه قد يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة. مما أعطى دفعة أمل قوية للمستثمرين والأسواق.

وعزز البنك المركزي أسعار الفائدة بنحو 400 نقطة أساس منذ مارس/ آذار، بما في ذلك أربع زيادات متتالية بمقدار 0.75 نقطة مئوية لم يسمع بها قبل هذا العام.