إخلاء 1500 بناء سكني آيل للسقوط في حلب بشكل مبدئي والمزيد قادم
كشف رئيس مجلس مدينة حلب "معد مدلجي"، أنه تم التوقيع على إخلاء قاطني 1500 بناء سكني بشكل مبدئي، لخطر تلك الأبنية على حياة الأهالي كونها آيلة للسقوط.
وأشار "مدلجي" إلى أن قرارات الإخلاء تحتاج إلى المصادقة، مع خطة عمل دقيقة لإخلاء السكان الذين يعيشون في خطر وتأمين سكن بديل لهم.
ثم نوه إلى أن الأحياء الشعبية في مدينة حلب تعاني من مشاكل عدة، في مقدمتها الاكتظاظ السكاني، وأبنية المخالفات التي تُشيّد دون أي أسس هندسية على أرض رخوة كما في حيي الفردوس والعامرية، وهذا يتسبب بانهيار الأبنية.
وأضاف رئيس مجلس المدينة في الجلسة الأخيرة من اجتماعات الدورة الأولى لمجلس المحافظة، أن من ضمن المشاكل التي تعانيها الأحياء الشعبية في حلب “تضرر البنى التحتية من شبكات الصرف الصحي والمياه نتيجة الحرب”، موضحاً أن مجلس المدينة يعمل عملاً متوازناً خدمياً بين جميع الأحياء السكنية، مع رصد اعتمادات مالية أكبر للأحياء الشعبية.
ووفق حديث "مدلجي"، فإن مجلس المدينة رحّل نحو 3.6 مليون متر مكعب من الأنقاض في مختلف أحياء المدينة، بالإضافة إلى إزالة 6800 سيارة محروقة.
كما تطرق في رده على أسئلة أعضاء مجلس المحافظة، إلى مشكلة “البسطات” المنتشرة في شوارع المدينة، مبيناً أن الظروف الاقتصادية الحالية تدفع بمجلس المدينة للتريث وعدم القمع بالقوة، كاشفاً عن نية المجلس تشذيب تلك الظاهرة بوساطة خطة عمل لتنظيم الشوارع التي تنتشر فيها “البسطات”، واستيفاء رسوم إشغال من أصحابها.
انهيار المباني في مدينة حلب:
تعد أزمة الأبنية الآيلة للسقوط من أهم وأخطر الملفات التي تعاني منها مدينة حلب، خاصة في ظل الحوادث المفجعة التي تقع بين الحين والآخر، ضمن أحياء شرقي المدينة، كما حدث قبل شهرين في حي الفردوس، الذي شهد فاجعة تمثلت بوفاة 13 شخصاً وإصابة طفلين، من جراء انهيار بناء مخالف فوق رؤوس قاطنيه.
وقد بدأ مسلسل انهيار المباني السكنية في حلب بعد فترة قصيرة من سيطرة الحكومة على الأحياء الشرقية نهاية العام 2016، وتسببت الانهيارات بمقتل وإصابة المئات من الأهالي، وتشريد آخرين بحثاً عن مأوى بديل.
وأجبر الآلاف من سكان المباني المهددة بالسقوط على إخلاء منازلهم وشققهم في الأحياء المتضررة والتي يزيد عددها على 60 حياً كانوا تحت سيطرة المعارضة السورية في الفترة الممتدة بين العامين 2012 و2016.
ويبدو انهيار المباني السكنية أكثر حدة مع بداية الأشهر الماطرة، وذلك على مدى السنوات الستة الماضية، ما يدفع الأهالي خلال فصل الصيف للقيام بكثير من محاولات الترميم والتقوية بالطرق الرخيصة لمبانيهم المتصدعة، بعضها ينجح في تأخير سقوطها ولا ينهي المخاطر بطبيعة الحال، في حين تفشل باقي المحاولات لأن حجم تضررها كبير يصل في أحيان كثيرة إلى تصدع الأساسات، وتكون التشققات ظاهرة للعيان في الجدران والأسقف والأعمدة الحاملة.