ألمانيا تخطط بيع الصين جزءاً من ميناء هامبورغ وسط حالة رفض وامتعاض
يواجه المستشار الألماني "أولاف شولتز"، بسبب مخططاته لبيع جزء من الميناء الرئيس في هامبورغ، إلى شركة "كوسكو" الصينية الحكومية، غضبا وتذمرا داخليا وامتعاضا على مستوى الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لما يتم ذكره في وسائل إعلام محلية وأوروبية فقد طرحت قضية نقل قسم من الميناء إلى الأيادي الصينية على طاولة "مباحثات سرية في قمة القادة الأوروبيين" يومي الخميس والجمعة الماضيين في بروكسل.
وعلى ما يبدو فشل قادة دول البلطيق (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، وغيرهم على المستوى الأوروبي، في إقناع المستشار الألماني بالعدول عن خططه.
وبحسب تسريبات صحافية في نهاية الأسبوع وضعت العلاقة المستقبلية مع الصين على طاولة المناقشات، التي منعت خلالها الهواتف النقالة للقادة ومرافقيهم، في سياق فهم أغلبية أوروبية بأن الصين "باتت بدرجة أكبر تهديدا ومنافسا منهجيا"، أكثر من اعتبارها شريكاً يمكن التعاون معه بثقة.
مخططات برلين بتمليك شركة كوسكو الصينية نحو 35 في المائة من إحدى محطات ميناء هامبورغ لم تعد تتعرض فقط لانتقادات لاذعة على المستوى الأوروبي، بل بات عناد المستشار "شولتز"، يلقى رفضاً من قطاع الأعمال ومجلس مقاطعة هامبورغ من حزبه (التي كان شولتز بنفسه عمدتها).
الوقوع بالفخ الروسي مجددًا لكن مع اللاعب الصيني:
يثير هذا الملف مشاكل داخل الائتلاف الحاكم، حيث ذهب وزير العدل من الحزب الليبرالي "ماركو بوخمان"، إلى تصريحات، نقلتها الجمعة والسبت محطتا زد دي إف وإن تي في التلفزيونيتان الألمانيتان، اعتبر فيها أنه "يجب ألا نكرر الخطأ الذي ارتكبناه مع روسيا في الاعتماد على الدول، وأعتقد أنه لا يجب منح الصين السيطرة على البنية التحتية الحيوية في ألمانيا".
هذا الموقف، بحسب صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية، يدعمه عدد من وزراء الائتلاف، بمن فيهم وزير الأعمال "روبرت هابيكك" ووزيرة الخارجية "أنالينا بربوك" (من الخضر).
كذلك عبر حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض، بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي، نوربرت روتغن، عن توجسه من المشروع، داعيا إلى الأخذ بالاعتبار الضغوط الداخلية من أجل تجميده وإعادة بحثه بشكل معمق، قبل زيارة المستشار الألماني إلى الصين بعد بضعة أسابيع.
النقاش الألماني الداخلي استدعى أيضا دخول المستوى الأمني على خطه، إذ عبر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، بي إن دي (BND)، "برونو كال"، عن أنه "من السذاجة الدخول في علاقات تجارية عميقة مع الصين".
ويرى "كال" أن "الميناء جزء من البنية التحتية الحيوية التي يتعين عليك فحصها بدقة قبل الدخول في اتفاقيات"، واصفًا اتفاق البيع في ميناء هامبورغ بالـ"حرج للغاية".
ويجادل المستشار "شولتز" بأن "الانفصال عن الصين خطأ"، بعد أن تزايدت الاتهامات له بأنه يتجاهل مخاوف أقطاب في حكومته من أجل تلبية رغبات مدينته السابقة (هامبورغ).