أساطيل الظل... روسيا تخترق العقوبات الغربية على نفطها بخطة ماكرة
تحدثت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، عن قيام روسيا بإنشاء أسطول غير مرئي من ناقلات النفط للتهرب من العقوبات.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في مارس/آذار الماضي فرض حظر كامل على واردات النفط والغاز الروسي، في حين قال الاتحاد الأوروبي إنه يهدف لوقف الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية بشكل كامل بحلول عام 2030.
وشملت العقوبات الأوروبية على موسكو حظر واردات النفط الروسي المصدر إلى أوروبا بحرا، وهو ما يستثني النفط المنقول لأوروبا عبر الأنابيب نظرا لاعتماد دول كالمجر وسلوفاكيا والتشيك عليه.
وهكذا فقد دفعت العقوبات المفروضة على موسكو تجار النفط إلى إيجاد طرق جديدة لتصدير النفط الروسي، عبر تهريب شحنات من سفينة إلى أخرى.
وبحسب الوكالة، فإن البيانات الخاصة بشحنات النفط البحرية من روسيا في سبتمبر/ أيلول تتجاوز أرقام فبراير/ شباط، والتي قد تكون بسبب "أسطول الظل" لناقلات النفط.
وتعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وثاني أكبر مصدر للنفط الخام بعد السعودية، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
من سفينة إلى أخرى:
كشفت الوكالة أن روسيا تلجأ إلى شحن النفط من سفينة إلى أخرى للحفاظ على صادراتها. إذ يتم حشد أسطول ضخم من ناقلات النفط مع مالكين مجهولين لخدمة مصالح موسكو.
وذكرت "بلومبرغ "مع مرور حوالي ستة أسابيع على دخول الإجراءات حيز التنفيذ، ألا توضيح يذكر حول ما إذا كانت هذه الخطوات ستكون كافية حقًا لمساعدة ثالث أكبر منتج للنفط في العالم على إيصال الكثير من إنتاجه إلى المشترين لدرء صدمة العرض.
وعلى ما يبدو بات في حكم المؤكد أن جزءًا كبيرًا من التدفقات الروسية سيتم التعامل معه من خلال شبكة معقدة - وغالبًا ما تكون سرية - من السفن والمالكين والموانئ والممرات الآمنة التي تهيمن عليها الكيانات التي لا تزال على استعداد للتعامل مع روسيا.
وقال "كريستيان إنجرسليف"، الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك تانكرز": "إذا نظرت إلى عدد السفن التي تم بيعها في الأشهر الستة الماضية إلى مشترين لم يتم الكشف عن أسمائهم، يصبح من الواضح جدًا أنه يتم إنشاء أسطول لنقلها".
هل سيكون بمقدر روسيا الاستمرار بذلك؟
في الفترة القادمة، أي ما قبل 5 ديسمبر/ كانون الأول، عندما يحظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام الروسي ويوقف توفير الشحن والتمويل والتغطية التأمينية للتداولات ذات الصلة، فإن السؤال الأهم هو ما إذا سيكون هناك عدد كافٍ من السفن؟
وبحسب سمسار السفن "بريمار"، اشترى الجانب الروسي بالفعل 240 سفينة صغيرة وكبيرة لدعم صادرات النفط إلى آسيا.
ويقدر السمسار أن العديد من السفن التي تم بيعها مؤخرًا سينبغي إضافتها إلى الـ 240 سفينة لدعم أربعة ملايين برميل يوميًا من الصادرات الروسية إلى الشرق الأقصى.