قصة تهريب المواشي من سوريا... أرقام وحقائق صادمة

تحدث مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة السورية الدكتور "أسامة حمود"، عن وجود تهريب للثروة الحيوانية إلى الدول المجاورة كالعراق والأردن ومنها إلى دول الخليج التي تطلب لحم الغنم العواس بكثرة.

ويحدث التهريب، برأيي "حمود"، لأن الحدود مفتوحة مع هذه الدول، مشيراً إلى أن أكثر المناطق التي يحدث فيها تهريب هي المناطق الشرقية في الأجزاء الخارجة عن سيطرة الحكومة.

و"يحتاج ذلك إلى تسهيل إجراءات دخول القطعان إلى مناطق السيطرة وخاصة أن الإجراءات الصحية والبيطرية موجودة ومتوافرة وبالتالي من الممكن حجر هذه الحيوانات فور دخولها" على حد وصفه.

وفي سياق متصل، بيّن "حمود"، في تصريحات لصحيفة "الوطن"، أن نسبة فقدان والخسارة في الثروة الحيوانية خلال سنوات الأزمة تتراوح بين 30-50 بالمئة وذلك وفقاً للإحصائيات التي أجرتها المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة «الفاو»، نتيجة التهريب والذبح العشوائي وتخريب مراكز التربية.

ويلفت إلى أنه في عام 2010 تم إجراء آخر إحصاء كامل لقطيع الثروة الحيوانية حيث كان عدد الأبقار 1.1 مليون رأس أما اليوم فقد انخفض العدد إلى 800 ألف رأس وذلك وفق الإحصاء الذي يعتمد على معدلات النمو السنوي.

كما كان عدد الأغنام 15 مليون رأس ليرتفع العدد إلى 17 مليوناً، كما كان نحو مليونين من الماعز وقد بقيت الأعداد مستقرة إلى حد كبير، وكان إنتاج الحليب يصل إلى 2.5 مليون طن أما اليوم فقد انخفض حجم الإنتاج إلى نحو 50 بالمئة.

ويتابع "أما إنتاج اللحوم الحمراء فقد كان نحو 268 ألف طن لينخفض اليوم أيضاً بنسبة كبيرة جداً".

تأمين الأعلاف:

أشار "حمود" إلى أن تأمين الأعلاف يشكل نحو 80 بالمئة من مدخلات التربية الحيوانية، ولكن يعاني المربون ارتفاع أسعارها العالمي الذي يكون تأثيره مضاعفاً في سورية نتيجة أعباء الاستيراد الإضافية وأجور الترانزيت في الدول الأخرى.

ذلك إضافة إلى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية باعتبار أن هاتين الدولتين من أكثر الدول المنتجة للذرة الصفراء وفول الصويا، حيث يشكل إنتاجهما 30 بالمئة من احتياج السوق العالمي وبالتالي إغلاق الموانئ.

علاوةً على احتكار بعض الشركات للذرة العلفية ما ينعكس على الأسعار في سورية، حيث وصل سعر الطن من الذرة الصفراء إلى 1.9 مليون ليرة، ومن فول الصويا إلى 4.2 ملايين ليرة.

هل تصل سوريا إلى انقراض الثروة الحيوانية:

يقول "حمود" في هذا الصدد: "لن نتجه إلى انقراض الثروة الحيوانية في حال عالجنا مشكلة توافر الأعلاف بشكل فعلي، وقد عانينا خلال الفترة الماضية بأن بعض المربين أصبحوا يبيعون جزءاً من القطيع ليتمكنوا من تربية الجزء الآخر سواء بالنسبة لقطاع المجترات أو قطاع الدواجن، لذا يتم العمل حالياً على الاستفادة مما هو متاح من جهة والتحسين الوراثي من جهة أخرى لزيادة إنتاجية الوحدة الحيوانية وتعويض الفاقد بالثروة الحيوانية".