قطر تعلن أنها لن تدعم أوروبا بغاز إضافي على حساب دول آسيا خلال الأشهر القادمة

قال "سعد الكعبي" الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة الحكومية يوم الثلاثاء إن الدوحة لن تحول شحنات الغاز المتعاقد عليها بالفعل مع مشترين آسيويين إلى أوروبا هذا الشتاء.

وأضاف "الكعبي" للصحفيين أن الشركة لن تحول أيضا أي شحنات إلى أوروبا التي تواجه زيادة كبيرة في أسعار الطاقة وانخفاضا في إمدادات الوقود بعد وقف روسيا لإمدادات الغاز منذ غزوها لأوكرانيا.

وقال: "قطر ملتزمة قطعا باحترام العقود... عندما نبرم (اتفاقا) مع مشترٍ آسيوي أو أوروبي فإننا نلتزم بالاتفاق".

وجاءت تصريحات مسؤول الطاقة القطري في مؤتمر صحفي بعد افتتاح محطة الخرساة للطاقة الشمسية، وهي مشروع مشترك بين شركة قطر للطاقة وتوتال إنرجيز الفرنسية وماروبيني اليابانية.

وتُعد قطر بالفعل من بين أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم وسيؤدي مشروع توسعة حقل الشمال إلى تعزيز مكانتها على هذا الصعيد.

أزمة الغاز في أوروبا:

تواجه أوروبا أزمة طاقة متزايدة، يعاني منها المستهلكون والشركات، ففي نهاية أغسطس/ آب الماضي أوقفت روسيا ضخ الغاز الطبيعي إلى ألمانيا عبر خط الأنابيب الرئيسي "نورد ستريم1"، في البداية لمدة ثلاثة أيام بدعوى إجراء صيانة دورية، ثم إلى آجل غير مسمى بسبب صعوبات فنية.

وتعمل أوروبا على زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال وتوسيع البنية التحتية اللازمة، لكن يتعين عليها التنافس في السوق العالمية حيث يمكن أن تصبح المنافسة أكثر شراسة، إذا زادت ظاهرة "النينا" المناخية التي تؤثر على أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار وتتسبب في تفاقم الجفاف والفيضانات في أجزاء مختلفة من العالم، والتي ستؤثر بدورها على ارتفاع الطلب الآسيوي على الغاز، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار.

ونظرا لأن أوروبا تمكنت من تكوين مخزونات متوسطة، انخفضت الأسعار من الذروة التي بلغتها في الوقت الذي بدأت فيه الحرب الروسية في أوكرانيا، غير أن سعر الجملة للغاز الهولندي، وهو المعيار الأوروبي لتسعير الغاز، لا يزال أعلى بنحو 80 بالمئة مما كان عليه في مثل هذا الوقت العام الماضي.

وساعد الغاز الطبيعي المسال الإضافي على تراجع الطلب حتى الآن هذا العام، لكن أوروبا بحاجة إلى مزيد من الحد من الاستهلاك أو خفض الطلب، وحتى مع ذلك، فمن غير المرجح أن تعوض الكميات التي سيتم اقتطاعها من الاستهلاك الأوروبي حجم ما يستورد من الغاز الروسي.

وتشير التوقعات إلى أن شمال غرب أوروبا، بما في ذلك ألمانيا، قد يستورد 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الشتاء القادم، مما يرفع الواردات إلى 52 مليار متر مكعب هذا العام، أي بزيادة 5.5 بالمئة عن العام الماضي.