مفاوضات لشراء مليون طن قمح من روسيا وبيانات مقلقة بخصوص الإنتاج المحلي

تحدث وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك "عمرو سالم"، عن "مباحثات جرت للتعاقد على توريد القمح الروسي إلى سورية"، بما يغطي حاجة البلد من المادة حتى منتصف العام القادم.

وأوضح الوزير، في حديثه لصحيفة محلية، أن ذلك تم بالاجتماع مع ممثلين من الشركات الروسية الحكومية إضافة إلى متابعة تنفيذ العقود المبرمة سابقا لتوريد القمح إلى سورية.

وبالأرقام لفت "سالم"، إلى أنه هناك حاليًا تنفيذ لعقود موقعة بـ 600 ألف طن تباعا، كما تم التعاقد على مليون طن من القمح الروسي سيتم استلامها تباعا، مؤكدا أن هذه الكميات تكفي حاجة سورية من القمح حتى نهاية الشهر السادس من العام 2023.

وكشف الوزير أن المباحثات تجري حاليا مع الشركات الروسية من أجل إيلاء العناية اللازمة لتسويق المنتجات الفائضة، ودراسة إمكانية تصدير بعض المواد والمحاصيل السورية لتخفيف فاتورة القمح متل الحمضيات وزيت الزيتون، "بشرط ألا نصدر أي مادة يتسبب التصدير برفع سعرها في السوق المحلية وكل ما يصدر هو فائض عن حاجة الأسواق المحلية".

إنتاج القمح في سوريا:

لم يتجاوز إنتاج القمح في سورية لموسم 2022 سقف الـ 1.2 مليون طن، ما يؤكد أن التدهور في هذه الزراعة لا يزال مستمراً، ويتجه نحو الأسوأ في ظل الجفاف وعدم الاستقرار الأمني. وكانت سورية تنتج قبل عام 2011 أكثر من 4 ملايين طن من القمح يكفي حاجة البلاد، ويفيض قسم منه للتصدير.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن عوامل تغير المناخ وتعثر الاقتصاد والقضايا الأمنية العالقة تضافرت لتلحق ضررا بالغا بإنتاج سوريا من الحبوب عام 2022، مما ترك غالبية مزارعيها في مواجهة وضع حرج ومحفوف بالمخاطر.

وصرّح "مايك روبسون"، ممثل المنظمة في سوريا أن محصول القمح في سوريا لعام 2022 بلغ نحو مليون طن بانخفاض 75 بالمئة عن مستويات ما قبل الأزمة في حين أن الشعير بات شبه منعدم.

وأدى عدم انتظام هطول الأمطار في الموسمين الماضيين إلى تقلص محصول القمح في سوريا الذي كان يبلغ نحو أربعة ملايين طن سنويا قبل الحرب، وهي كمية كانت تكفيها لإطعام شعبها وكذلك تصديرها إلى البلدان المجاورة في الظروف المواتية.

ويعتمد الجزء الأكبر من محصول القمح في سوريا، وبالتحديد 70 بالمئة تقريبا، على هطول الأمطار مع تداعي أنظمة الري بسبب الحرب.

ومقارنة بالمساحات المزروعة، بلغ المحصول نحو 15 بالمئة فقط مما كان يتوقعه المزارعون من مناطق زراعة القمح التي تعتمد على الأمطار.