استثمارات السوريين في تركيا تبلغ مليارات الدولارات مع 20 ألف شركة تم تأسيسها
كشفت دراسة نشرتها غرفة تجارة إسطنبول، أن رأسمال الشركات السورية أو المقامة بشراكة سورية في تركيا بلغ ملياري ليرة تركية، بينما يقدر عدد الشركات السورية هناك بنحو 20 ألف شركة.
ونقلت صحيفة "يني شفق" عن الغرفة، أن عدد الشركات السورية يقدر بنحو 20 ألفا، بما في ذلك رجال أعمال سوريون غير مسجلين.
وقد أسس السوريون في إسطنبول وحدها 6176 شركة منذ بداية عام 2018 حتى نيسان/ أبريل 2021، بحسب تقارير.
ووفق الدراسة التي حملت عنوان " رجال الأعمال السوريون في اقتصاد إسطنبول" يُلاحظ أن أكبر عدد من الشركات الأجنبية على مستوى الولايات تم تأسيسها في إسطنبول بـ 762 شركة. هذا بدون الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة من رجال الأعمال السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية وقد لا تكون شملتهم الإحصائيات.
10 مليار دولار من الاستثمارات... بماذا يعمل السوريون في تركيا؟
تعمل الشركات التي يكون السوريون شركاءً فيها بمجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً من الأدوية والأجهزة الطبية إلى تقنيات المعلومات، ومن المطاعم إلى وكالات السفر.
ويعمل 17.4 % من رجال الأعمال السوريين في قطاع الأغذية، و12.4 % في التجارة (المبيعات والتسويق)، و12.4 % في الخدمات الاجتماعية والشخصية، و10.7 % في المنسوجات والملابس الجاهزة والجلود.
وفي بداية 2022، نقلت "صحيفة تركيا" الشهيرة عن "عبد الغفور صالح عصفور" رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين العرب (أسياد)، أن استثمارات رجال الأعمال السوريين في تركيا تجاوزت 10 مليارات دولار أميركي.
وفي أيار (مايو) الماضي، أكد والي غازي عينتاب التركية، أن عدد الشركات السورية في الولاية تجاوز 3 آلاف شركة، لتحتل صدارة الشركات الأجنبية المسجلة في غرفة تجارة غازي عينتاب.
ويعيش في تركيا نحو 4 ملايين سوري، بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن دائرة الهجرة التركية، فيما تشير دراسات إلى أن تركيا زادت من إمكانية التصدير، كما أسهمت بتنويع المنتجات المصدرة مع قدوم السوريين.
لماذا تحتاج تركيا إلى السوريين؟
منذ 25 عامًا، أدى إهمال الدولة التركية لتعليم وإعداد فئة من الشباب الحرفيين في ورشات العمل بعيدًا عن خانات التنظير (الجامعات)، إلى نقص في الأيدي العاملة التركية الماهرة.
ولم تستدرك حكومة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، هذا الأمر عقب توليها السلطة، بل ركزت على بناء الجامعات والمعاهد، وهو ما خلق فجوة في السوق، كان السوريون حجر الزاوية فيها، وفق ما قاله المحلل الاقتصادي "علاء الدين شنجولر"، لموقع "عنب بلدي".
ويرى "شنجولر" أن جدلية الخطاب التي اعتبر بها "أردوغان" السوريين مهاجرين وهم الأنصار، مقابل تهميش إسهاماتهم وقدرتهم على النهوض بأنفسهم، لم تتوافق مع سلوك شريحة واسعة من الشعب التركي، بل رسخت الاعتقاد القائل بأن السوريين يعيشون على معونات الحكومة المستمدة من ضرائب الشعب.
أما عن خطاب العنصرية ضد السوريين في تركيا، فيختصر "علاء الدين شنجولر"، المحلل الاقتصادي التركي وعضو جمعية "رجال الأعمال المستقلين الأتراك"، الأمر بجملة واحدة:
"ستجني المعارضة التركية ما زرعت من خطاب الكراهية المتنامي، وستُصدم الحكومة بما غفلت عنه، ولن يكون غياب السوريين عن مواقع العمل والمعامل سهلًا أبدًا على واقع الاقتصاد التركي."