ثلاث طرق للاستفادة من ارتفاع الدولار إذا كنت في دولة فقيرة أو نامية
يترك الدولار الأميركي أثرًا كبيرًا في كل ركن من أركان الاقتصاد العالمي؛ كيف لا وهو المهيمن على 85% من المعاملات التجارية، والعملة التي تُشترى وتُباع بها المواد الأولية الحيوية.
ويزداد تأثير الدولار مع تسجيله أعلى مستوياته في 20 عاماً، مقابل سلة العملات العالمية الأساسية، ومع اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمزيد من رفع أسعار الفائدة.
أمام كل ذلك تتضرر الدول النامية والفقيرة وتكتوي شعوبها بنار الغلاء، ولهذا السبب يبحث الناس عن بصيص أمل، والواقع أن الاستفادة من صعود الدولار ليست أمرًا مستحيلًا، فيمكن تحقيق ذلك بـ 3 طرق رئيسية:
أولًا: العمل الحر عبر الإنترنت
قد يكون الحديث عن تحقيق دخل مالي بالدولار في بلد يتعامل بعملة أخرى أمرًا فائق الصعوبة بالماضي، لكنه الآن أيسر بكثير من أي وقت مضى بفضل الإنترنت.
ويصبح ذلك ممكنًا عن طريق:
الكتابة أو الترجمة:
إذا كانت لديك مهارات وخبرة في مجال كتابة المقالات عبر الإنترنت، أو الكتابة المحسنة أو الترجمة إلى عدة لغات، فيمكنك دمج هذه المهارات مع معرفتك المحددة لموضوع معين ثم الإعلان عن خدماتك كعامل حر.
هذا النوع من المهن يرتبط بالأساس بالعمل عن بعد، وهي إحدى الطرق الأكثر طلبا من قبل الشركات بشكل متزايد والتي تتيح لك العمل بحرية وتطبيق الإدارة الذاتية.
وبمجرد أن يصبح لديك عملاء ومحفظة تعرض للعالم مهاراتك وأسلوبك وطريقة عملك، يمكنك تحديد أسعارك والبدء في كسب المال، وإذا كنت تلتزم بالمواعيد النهائية وتقدم خدمات جيدة وقيمة، فسيكون لديك محفظة عملاء طويلة الأجل وستكون قادرًا على الحصول على دخل منتظم كل شهر بفضل مهنتك المستقلة الجديدة.
يوجد العديد من المواقع عبر الإنترنت تتيح لك التواصل مع العملاء من أجل هكذا خدمات (خمسات مثلًا)، ويمكنك أيضًا بناء تواصلاتك بنفسك والترويج لخدماتك بأساليب جديدة مبتكرة.
بنوك الصور:
إذا كنت من عشاق التصوير الفوتوغرافي في وقت فراغك وعادة ما يشيد الآخرون بجودة صورك، يمكنك كسب أموال إضافية عن طريق بيع صورك إلى بنوك الصور مثل موقع فوتوليا وأدوبي ستوك وصور غيتي ودريمز تايم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنصات تعمل بمثابة وسيط، لذلك يجب عليك إنشاء حساب وتحميل صورك التي تخضع أحيانا إلى فحص مسبق للتحقق من جودتها.
وبعد ذلك، انتظر أن يختار المستخدمون شراءها، كما تتقاضى المنصة نسبة مئوية مقابل خدماتها والتي تختلف حسب الخدمة التي تختارها.
الدروس عبر الإنترنت:
إذا كنت متخصصا في أي موضوع محدد وتعتبر نفسك جهة اتصال فعالة، فقد تكون معرفتك ومهاراتك وسيلة قوية لكسب الدخل بفضل الابتكار واللامركزية التعليمية التي توفرها الأدوات التكنولوجية.
للقيام بذلك، يجب عليك تحميل وحدات مواضيع المواد المختلفة لدورتك عبر الإنترنت، وجدولة التواريخ والحفاظ على اتصال مع طلابك، وإعداد المواد التعليمية الخاصة بك التي تحتوي عادة على عنصر تفاعلي ووسائط متعددة بتنسيقات مختلفة، من النصوص إلى الشبكات الاجتماعية والمنتديات وحتى تطبيقات المراسلة الفورية.
ستكون لك الأفضلية لو كانت دروسك تتمحور حول أمور يهتم بها العالم أجمع في الوقت الحالي، على سبيل المثال: يوجد العديد من مدرسي الرياضيات، لكن برامج التصميم والطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم مواقع الإنترنت هي مواضيع ما زالت مطلوبة بشدة وتدريسها سيدر عليك دخل مالي جيد.
التعليق الصوتي:
التعليق الصوتي هو فن ممارسة الأصوات، يتعلق الأمر بتوفير صوت لاستخدامه في عمل صوتي احترافي، يمكن أن يكون ذلك من التعليق الصوتي “Voice Over” للأخبار، أو لمقاطع الفيديو، أو للإعلانات التجارية، وغير ذلك الكثير.
وهنا تكون قد أدركت أن التعليق أو التمثيل الصوتي ينطبق على العديد من الأنواع، حيث يمتلك فناني الـ Voice Over عددًا من الألقاب المختلفة اعتمادًا على مجال خبرتهم.
وبمجرد البدء في الحصول على جمهور من المعجبين، ستقوم شركات الإعلان بمتابعة أعمالك على وجه السرعة وسوف يدفعون لك للعمل معهم أو للإعلان لهم.
ثانيًا: تعلم المهارات والتعاقد مع الشركات الأجنبية
لا تتطلب الكثير من الوظائف التواجد الفيزيائي في موقع العمل، وقد تعززت ثقافة العمل عن بعد بشكل يفوق التصور بفضل جائحة كورونا، فأصبحت الكثير من الشركات العالمية منفتحة على التعاقد مع موظفين أجانب من كافة أنحاء العالم للعمل عن بعد.
الأمر لن يكون بالطبع بهذه السهولة، فستضطر لتعلم مهارات عديدة تثبت فيها تميز نفسك، وستتوسع رقعة المنافسة، لتجد بعض الجنسيات دون غيرها مسيطرة في هذا المجال، كما يسيطر الهنود على وظائف التكنولوجيا والبرمجة مثلًا.
ثالثًا: الاستفادة من ضعف عملة بلدك والتوجه للتصدير
صدق أو لا، فإن بعض الدول تتعمد إضعاف قيمة عملتها أمام الدولار لإنعاش التصدير ولتعزيز المنافسة في الأسواق الدولية. فمع تدهور قيمة العملة سترتفع أسعار السلع المقومة بالعملة المحلية بالطبع، لكن من وجهة نظر شخص يمتلك الدولار، فإن الأسعار ستصبح أقل بكثير، وتكاليف العمالة ستصبح بدورها منخفضة.
ومن وجهة نظر اقتصادية أيضًا فإن أفضل طريقة للاستفادة من هبوط قيمة عملة البلد هي التصدير.
من السلع التي يمكن تصديرها بالنسبة للدول العربية في هذه الحالة، لدينا هذه القائمة، وفقًا لموقع "مشاريع صغيرة" العربي الشهير:
تصدير التمور:
ينتج الوطن العربي ما يزيد عن 70٪ من إجمالي أشجار النخيل على مستوى العالم. كذلك تمثل صادرات الوطن العربي من التمور حوالي 75٪ من إجمالي صادرات العالم من التمور.
أغلب الكميات يتم تصديرها إلى الأسواق العالمية الكبرى مثل الأسواق الأوروبية وأمريكا وأستراليا والعديد من الدول الأسيوية مما يعود بأرباح طائلة على المصدرين.
فإن كنت قادرًا على توفير كميات كبيرة من التمور عالية الجودة والمطابقة للمواصفات القياسية الأوروبية والأمريكية فيمكنك البدء في هذا المشروع الناجح دون تردد.
تصدير الموالح والحمضيات:
تأتي مصر في مقدمة الدول المصدرة للموالح على مستوى العالم. كذلك يحتل المغرب مرتبة متميزة في قائمة أكبر مصدري الموالح على مستوى العالم.
وبالطبع تنتج العديد من الدول العربية الأخرى كميات كبيرة من الموالح ولكن لا تؤهلها تلك الكميات لتكون في مصاف الدول المصدرة، ولكنها تُصدّر كميات لا بأس بها.
فإن كنت من البلدان المنتجة للموالح فبإمكانك العمل على تصديرها إلى مختلف الأسواق العالمية وعلى رأسها روسيا وبريطانيا والهند والصين وأوكرانيا وغيرها.
أم إذا كنت في إحدى دول بلاد الشام فسيكون تصدير الحمضيات والفواكه في مواسمها فرصة لا تقل قيمةً عن تصدير الموالح بالنسبة لك.
تصدير اللدائن ومصنوعاتها:
اللدائن “خام البلاستيك” هي عبارة عن مواد قابلة للتشكيل لتتحول إلى منتجات مختلفة يحتاجها الإنسان بشكل دائم. ولأن اللدائن والمنتجات المصنوعة منها أصبحت تحظى بطلب عالمي، فإن المستثمرين في السعودية والأسواق الخليجية على وجه الخصوص اتجهوا إلى تأسيس مشاريع تقوم على أساس التصدير فقط إلى مختلف أسواق العالم، لدرجة أن اللدائن ومصنوعاتها احتلت المرتبة الثانية في قائمة أكثر المنتجات السعودية تصديرًا بإجمالي وصل إلى 72349 مليون ريال في عام 2019.
لذلك فإن فكرة تأسيس شركة لتعمل على تصدير اللدائن إلى الأسواق العالمية الكبرى من الأفكار المميزة خصوصًا لمن يرغبون في الاستثمار بالسعودية بشكل خاص أو الدول الخليجية بشكل عام.
تصدير النفايات الإلكترونية:
النفايات الإلكترونية التي تتمثل في أجهزة الكمبيوتر والتلفزيونات والطابعات وماكينات التصوير الخردة تعتبر بمثابة كنز. فتلك المنتجات الملقاة في جنبات المنازل بدون فائدة وفي غرف مغلقة لبعض الشركات يمكن استخراج خامات عظيمة منها مثل (البلاستيك، والنحاس، والمعادن، والذهب، وغيرها) ليتم الاعتماد عليها في صناعة منتجات اخرى ذات اهمية.
الطلب على النفايات الالكترونية كبير ويزداد عامًا بعد عام بشدة من قبل شركات ومصانع إعادة التدوير حول العالم. ولأنها متواجدة بكثرة في بلادنا، فإن فكرة تأسيس شركة استيراد وتصدير لتصديرها إلى دول العالم المختلفة قد تحقق الثراء، ولكنها تتطلب الكثير من الجهد والعمل.
تصدير زيت الزيتون:
يساهم الوطن العربي وبالتحديد (تونس، المغرب، سوريا، الجزائر، الأردن، ليبيا، مصر، فلسطين) بحوالي ربع الإنتاج العالمي من زيت الزيتون.
ولأن زيت الزيتون يعتبر أكثر أنواع الزيوت الطبيعية طلبًا، فإن بلادنا العربية تصدره بسهولة إلى مختلف الأسواق العالمية. فيمكنك تصدير زيت الزيتون والتمتع بأرباح جيدة إذا كنت في أحد البلدان المنتجة له.