النفط عند أرخص سعر في 8 أشهر والدولار يطغى على الجميع

سجلت أسعار النفط تراجعًا كبيرًا بنحو 5%، خلال تداولات أمسٍ الجمعة 23 أيلول/ سبتمبر، لتبلغ بذلك أدنى مستوى في 8 أشهر، مع وصول الدولار إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقدين وسط مخاوف من أن يدفع ارتفاع أسعار الفائدة الاقتصادات الكبرى إلى الركود، وهو ما يقلل الطلب على النفط.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 4.31 دولار أو 4.8% لتبلغ عند التسوية 86.15 دولارًا للبرميل، منخفضة بنحو 6% خلال الأسبوع. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.75 دولار، أو 5.7%، إلى 78.74 دولار عند التسوية، بانخفاض حوالي 7% خلال الأسبوع.

يذكر أن هذا رابع انخفاض أسبوعي على التوالي لكلا الخامين القياسيين، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ ديسمبر/ كانون الأول.

وفي نفس الوقت، انخفضت العقود الآجلة للبنزين والديزل الأميركية أيضا بأكثر من 5%.

كل ذلك يأتي بعدما رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس يوم الأربعاء، ثم حذت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم حذوه في رفع الفائدة، مما زاد من مخاطر التباطؤ الاقتصادي.

ويقلل ارتفاع الدولار الطلب على النفط إذ أنه يجعل الوقود أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

وتراجعت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت بأكثر من 2% يوم أمسٍ الجمعة، حيث يخشى المستثمرون أن تؤدي إجراءات مجلس الاحتياطي الفدرالي المتشددة لكبح التضخم، إلى ركود وتضعف أرباح الشركات.

وعلى صعيد الإمدادات، توقفت جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع إصرار طهران على إغلاق تحقيقات تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، حسبما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، مما قلص التوقعات بعودة صادرات النفط الخام الإيراني.

وقد شهدت أسعار الذهب الفورية تراجعا حادا بتعاملات الأمس، مع إقبال المستثمرين على الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة على حساب السبائك.

عملات أوروبا تعاني من طغيان الدولار:

أظهر مسح حديث أن تباطؤ النشاط التجاري في أنحاء منطقة اليورو تفاقم هذا الشهر، ومن المحتمل أن يدخل في حالة ركود في ظل لجوء المستهلكين إلى كبح الإنفاق في خضم أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.

على إثر ذلك، هبط اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار يوم الجمعة إلى أدنى مستوياتهما منذ 20 و37 عاما على التوالي.

وأثر على الجنيه الإسترليني أيضا إعلان وزير المالية البريطاني الجديد "كواسي كوارتنج" عن تخفيضات ضريبية وإجراءات دعم للأسر والشركات إضافة إلى وضع مكتب الديون البريطاني خططا لإصدار سندات خلال السنة المالية الحالية بمقدار 72 مليار جنيه إسترليني (79.74 مليار دولار) لتمويل التحفيز.

وسجل الإسترليني أكبر انخفاض أسبوعي له في عامين مقابل الدولار بعد أن لامس أدنى مستوى له في 37 عاما عند 1.0840 دولار. وكان الجنيه الإسترليني الخاسر الأكبر خلال يوم الجمعة مقابل الدولار، إذ انخفض 3.4 بالمئة إلى 1.0874 دولار، كما تعرض لأكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ عامين.