وزير التجارة السوري يشتكي من تكلفة الخبز الباهظة على الحكومة وتخوفات من التمهيد للرفع
تسبب تصريحٌ حديث لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك "عمرو سالم"، بحالة من الجدل والخوف الشعبي، بعدما قال إن تكلفة ربطة الخبز باتت بحدود 3700 ليرة. وهو ما اعتبره الناس (كما جرت العادة) مؤشرًا لرفع قادم في سعر ربطة الخبز، عما قريب.
وليس من المستغرب تخوف الأهالي بهذا الشكل، فمنذ تسمية "عمرو سالم" وزيرًا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، أصدر قرارات كثيرة تتعلق بآلية بيع وتوزيع الخبز، لكنها لم تحقق تقدمًا إيجابيًا بالنسبة للمواطنين على الأرض، وفق اعترافات عضو مجلس الشعب السوري "زهير تيناوي".
وقد انتقد "تيناوي" قرارات "سالم" في إدارة شؤون وأزمات الخبز، موضحًا أن الوزير لم يستطع إيجاد وسيلة صحيحة لإيصال المادة إلى الناس بأسهل السبل منذ تسلّمه الوزارة، بل إن ما حصل هو العكس.
هل سيتم رفع سعر ربطة الخبز؟
قد يصعب الحصول على الخبر اليقين بهذا الشأن، وذلك بسبب تضارب التصريحات الحكومية المعهود. لكن مصدرًا في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نفى وجود أي دراسة لتعديل سعر ربطة الخبز، وقال إن أي حديث عن رفع سعر الخبز أو رفع الدعم عنه عار عن الصحة جملة وتفصيلاً.
والحقيقية أن الناس اعتادوا فهم هذه التصريحات بطريقة أخرى، فلربما لا يحصل رفع في سعر الخبز فعليًا، لكن يحصل تخفيض في وزن الربطة، وربما لا يحصل رفع كامل للدعم لكن يحصل تقليص واستبعاد.
وقد أشار المصدر الوزاري، وفقًا لصحيفة "الوطن"، إلى أن تصريح وزير التجارة الداخلية لا يعني أبداً رفع سعر ربطة الخبز، وحديثه لإيضاح تكلفة الربطة على الدولة فقط.
وذكر أن سعر كيلو القمح أصبح اليوم بحدود ألفي ليرة إضافة إلى أسعار المحروقات وحوامل الطاقة وأجور النقل وأجور العمال فضلاً عن سعر الكيس الذي يعبأ فيه الخبز.
ولفت إلى أن ربطة الخبز السياحي وزنها لا يتجاوز 500 غرام، وسعر مبيعها في السوق بحدود 4200 ليرة، والتاجر بريح بها 500 ليرة، أي أن تكلفتها تقارب 3700 ليرة، في حين أن وزن ربطة الخبز المدعوم بحدود 1100 غرام لذا من الطبيعي أن تكون تكلفتها بحدود 3700 ليرة.
الحكومة تحسب التكاليف على نفسها بسعر السوق السوداء!
استغرب الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور "شفيق عربش"، من تحديد تكلفة الربطة بسعر 3700 ليرة، باعتبار أن كيلو القمح يتم استلامه من الفلاح بسعر ألفي ليرة!
وأكد أن التكلفة ممكن أن تكون صحيحة - كما صرح وزير التجارة الداخلية - في حال تم احتساب سعر القمح على تكلفة الاستيراد وسعر الصرف على سعر السوق السوداء.
وأضاف: "هل حديث الوزير عن تكلفة الربطة من أجل تحميل المواطن المزيد من "المنية" في حجم الدعم المقدم أم هو عبارة عن تمهيد لرفع سعر ربطة الخبز؟"
وبين في تصريحات صحفية، أنه يحتسب من ضمن تكاليف ربطة الخبز أجور العمال وأجور النقل وأسعار المحروقات إضافة للهدر الذي يحصل في المطاحن، مؤكداً أن وزارة التجارة الداخلية تقول بأن وزن ربطة الخبز 1100 غرام لكن وزنها الحقيقي لا يتجاوز 1000 غرام.
وأضاف: "وفق حساباتي فإن كل 2 كيلو ونصف طحين ينتج عنهم 3 كيلو غرامات خبز وفي حال تم تحييد الفساد الحاصل وتقادم الآلات جانباً فإن تكلفة ربطة الخبز لا تتجاوز 2300 ليرة". مشيراً إلى أنه في حال قررت الحكومة رفع سعر الخبز فإن ذلك سيخلق ردة فعل سلبية في ظل الفقر الذي يعيشه المواطن.
سوريا أغلى بلد وأفقر شعب في المنطقة:
أوضح "عربش" أن الحكومة تحسب كل تكاليفها للسلع على المستوردات ووفقًا لسعر صرف الدولار المتداول في السوق الموازي، مؤكدًا أن تكاليف كل أنواع السلع يتم الحديث عنها بشكل دائم فلماذا لا يتم التطرق للتكاليف التي يحتاجها العاملون في الدولة.
وختم بالقول إن سورية أصبحت اليوم أغلى بلد بأسعار السلع بين كل دول المنطقة وأقل رواتب في المنطقة، فلا يمكن أن تقارن رواتب الموظف في سورية مع رواتب الموظفين في الدول المجاورة، لافتاً إلى أن هم الحكومة اليوم تحصيل الأموال وكلما كان تحصيلها للأموال أكبر فإن هذا الأمر وفق منظورها يعتبر نجاحاً يحسب لها.