فاتورة الزواج في سوريا... أرقام لن تستغرب من نسب العنوسة بعد معرفتها
تشير أحدث الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع نسبة العنوسة في سورية لتقترب من 70%، إذ يوجد نحو 3 ملايين فتاة سورية عازبة تجاوزن سنّ الثلاثين عاماً، مما يعني دخولهن بسن العنوسة، وفق المعايير الاجتماعية المحلية. والأسباب وراء ذلك متعددة، في مقدّمتها الحرب، والهجرة، والفقر، وعزوف الشباب عن الزواج.
ويحذّر العديد من الباحثين الاجتماعيين من حدوث فجوة خطيرة بالهرم السكاني السوري، وعدم تجدد المواليد ليتحول بعدها المجتمع السوري إلى مجتمع كهل، نظرا لعدم الإقبال على الزواج وارتفاع حالات الطلاق والتفكك الأسري، وحوادث الوفاة والفقدان والهجرة.
كم تبلغ قيمة المهر وتكاليف الزواج في سوريا؟
تختلف قيمة المَهر (المقدّم والمؤخّر)، تبعا للعروسين وبيئتهما ومستواهما المعيشي، ولكن بالحد الأدنى تتراوح المهور بين خمسة ملايين، إلى عشرة وعند بعض العوائل أكثر من المبلغ المذكور.
أما تكاليف الزواج ككل، فأفضل من يتحدث عنها هو الشاب السوري نفسه، إذ يشرح "محمد عباس"، وهو أحد سكان ريف دمشق، ويعمل سائقا على "السرفيس"، معاناته مع ارتفاع تكاليف الزواج في هذه البلاد المتهالكة على عدة مستويات.
ويقول "عباس" كما نقل عنه موقع "الحل نت"، إن أسرة الفتاة التي تقدم إليها، طلبوا العديد من الطلبات؛ من المهر والذهب، والتي بلغت قرابة العشرة ملايين، أي حوالي 2250 دولار أميركي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع متطلبات ومستلزمات تجهيز المنزل على نفقته، كالأثاث وغرفة النوم والأجهزة المنزلية التي تقدر بحوالي 15 مليون وربما أكثر، وبالتالي فإن كلفة كامل عملية زواجه تُقدر بنحو 25 مليون، أي حوالي 6 آلاف دولار، وربما أكثر إذا كانت هناك أشياء أخرى لم تكن في الحسبان.
وأضاف "عباس" أن "طلبات أهل الفتاة واقعية مقارنة بالواقع المعيشي، وهي طلبات بسيطة، لكن ظروفي الاقتصادية لا تسمح لي بجمع مثل هذا المبلغ بسهولة. فراتبي الشهري يكاد يصل إلى حوالي 700 ألف ليرة سورية، وأحيانا أكثر حسب العمل وتوافر الوقود بسهولة، إلى جانب وجود والدي وأمي وأخواتي، كوني عونا لهم في الحياة المعيشية اليومية، وفي كل شهر أدّخر حوالي 150 ألف من راتبي كي أستطيع الزواج، وفي بعض الأشهر لا أدّخر منه شيئا، بسبب غلاء المعيشة في البلاد".
وفقًا لهذا الراتب، إذا كان عباس سيجمع مهره بالكامل، بالإضافة إلى تأمين حياته المستقبلية من خلال استئجار منزل وضروريات أخرى، فإنه سيحتاج إلى العمل لمدة عشر سنوات تقريبا، حتى يتمكن من الزواج.
ويردف مضيفًا: "لقد أتيحت لي فرصة السفر مرتين قبل الآن، الأولى إلى الدول الأوروبية والثانية للعمل في لبنان أو الأردن، لكنني رفضت، لأنني اعتقدت أن الوضع في البلد سيتحسن ويتحلحل، لكن للأسف كل عام يزداد سوءا وكل عام أندم على قراري هذا، كما أن أوضاع السوريين في دول مثل لبنان سيئة، وهذا كان أحد دوافع الرفض".
زفة العريس بنصف مليون:
اعتادت أحياء دمشق القديمة وبعض المناطق الأخرى على وجود فرق العراضة التي تشارك في مختلف المناسبات، وجرت العادة في العرس الدمشقي، أن ترافق العريس بكامل تفاصيل عرسه لتشجع أصدقاءه، والأفراد على المشاركة في أجواء الزفاف.
في هذا الصدد، يتحدث "أبو محمد"، أحد أعضاء فرقة عراضة شامية، في تصريحات صحفية سابقة، عن المتغيرات التي طرأت على هذا الطقس خلال فترة السنوات الماضية، فيقول: "قبل عام 2011 كنا نستقدم الخيل والحمام للعراضات، ونستخدم الألعاب النارية لنزيد من الجو الحماسي، أما اليوم هذه الإضافات باتت بناء على طلب العريس، إن وجدت".
وأكد "أبو محمد" أن تكلفة زفة العريس فقط تبلغ 250 ألف ليرة سورية، أما في حال طلب العريس زفة مع تلبيسة فيكلف 350 ألف، ويزداد السعر في حال وجود طلبات أخرى.
وهكذا تصل تكلفة الزفة المثالية "على أصولها"، إلى حوالي نصف مليون أو يزيد قليلًا.