تدهور شديد لجودة رغيف الخبز في سوريا... السبب معروف والحلول غائبة
يشتكي الأهالي في سوريا بشكل مستمر من تدهور جودة الخبز من مختلف الأفران وفي جميع المناطق والمحافظات تقريبًا، ويؤكد الناس أن الفارق الوحيد بين الأفران بات في "مدى تردي الرغيف"، فبعضها ينتج بالفعل "خبزًا غير صالح للاستهلاك البشري" كما يصف العديد من المواطنين.
تناولت صحيفة "تشرين" الحكومية هذه القضية، وخصصت مدينة حماة للبحث في تفاصيل الأمر، لتبرر ما يحصل بـ "العلاقة الشائكة بين المطاحن العامة الحكومية والمطاحن الخاصة" كسببٍ أول، بالإضافة إلى "دور نقل الخميرة بلا برادات لمسافات طويلة" كسبب آخر.
في هذا الصدد يقول مدير فرع السورية للحبوب في محافظة حماة "خالد جاكيش": "ما زلنا نستأجر المطاحن الخاصة لتأمين وتوفير الحاجة المطلوبة في مجال المحافظة من الدقيق والمقدرة بـ 800 طن يومياً، فطاقة مطحنة السلمية لم تعد قادرة على تأمين هذه الكمية بمفردها، وعمرها الزمني تجاوز النصف قرن تقريباً دون أي صيانة فقد تآكلت بعض أجهزتها ومع ذلك فهي أفضل مطحنة حكومية في سورية."
وأردف "جاكيش" قائلًا: "أما بالنسبة لمطحنة كفربهم فقد وصلت إلى وضع فني صعب جداً وبالكاد يتم طحن 30 طناً فيها، إذ يعود إنشاؤها إلى منتصف الستينيات، الأمر الذي يضطرنا إلى استئجار المطاحن الخاصة لتف بحاجتنا من الدقيق وأحياناً نزود بعض المحافظات الأخرى".
ثم تطرق "جاكيش" إلى قضية الحصول على الطحين من التجار مقابل النخالة وقال: "هناك آلية متفق عليها ما بين الإدارة العامة للسورية للحبوب وبين بعض تجار النخالة، حيث يمنحونا مقابل كل طن دقيق طن و900 كغ من النخالة، أما كيف يباع لمربي المواشي فهذا شأن آخر تحدده حماية المستهلك".
سوء الخميرة اللازمة للخبز:
على الضفة الأخرى من الأزمة، يشتكي غالبية أصحاب الأفران من سوء الخميرة ما يؤثر على خواص صناعة الرغيف.
في هذا الصدد يقول مدير مخابز حماة "هيثم إسماعيل" معترضًا على هذا الادعاء: "لدينا 242 مخبزاً وفرناً في مجال المحافظة يتم نقل الخميرة لكل منها وهي مجمدة تتحمل لساعات طويلة فكيف تؤدي لسوء صناعة الرغيف".
وينوه إلى أنه يتم إحضار الخميرة كل أسبوع مرة من معمل حمص وتوزع على المخابز؛ لكن الصحيفة أكدت أنها "رأت بأم العين" كيف يتم نقل الخميرة في سيارات مكشوفة وغير مبردة وسط درجات حرارة عالية جداً، وهذا بالتأكيد سيؤثر على سوية صناعة الرغيف. فعندما تكون حامضة مثلاً سينتج عنها خبز منخفض الجودة أو غير صالح للاستهلاك.
وأجاب مدير مخابز حماة على هذه النقطة أن الخميرة لا تؤثر عليها حرارة الشمس وأنها تتحمل لساعات طويلة. مما يعود بنا إلى نقطة الصفر، وتبقى أزمة الخبز بلا حلول ومع مجموعة لا تحصى من الأسباب.